بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، أبريل 05، 2016

رسائل السيدة { و- ع } الرسالة الثالثة / بقلم عزة أبو العز



رسائل السيدة { و- ع }
فى حضرة المثقف العظيم
بقلم / عزة أبو العز
هذه المرة انتظرك أمى --- أين أنت ؟
أود أن أطيب خاطرك وأشد على يديك وأزف إليك الخبر الجميل أننا أصبحنا على الطريق السليم كما تتمنين --- فلماذا تأخرت ؟
وفى جوف الليل سمعت صوت طرقاتها على نوافذ عقلى وقلبي --- أسرعت وفتحت كل مشاعري الموصدة أمامها فرحة ومرحبة بها --- آهلاً وسهلاً بك سيدتى .
بابتسامة رضا هادئة قالت : هل أخبرت أطفالك عن رسائلي إليك ؟
-         نعم أمى --- وبكل صدق كما طلبت
-         أنا : عندي لك خبر عظيم
-         هى : هات ما لديك ...
-         أنا : لقد اتفق كل الحكام على عقد  مؤتمر عظيم يجمع كل الأطياف كى يدلى كل بدلوه فى الحالة التى وصلت إليها من الوهن بعد كل ما عانيت من أزماتك على مر السنين .
هى : طيبة ومسالمة أنت ..
أنا : أليست هذه خطوة جيدة لك أمى .. أراك لا تهتمين ؟
هى : هل تعلمين عدد النوابغ من أبنائي على مر السنين ؟هل طالعت كل ما كتبوا من أفكار وأشعار وخطب عصماء تغنوا بها فرحين مهللين ؟
أنا : عجباً لك أمى أليست الفكرة هى أساس كل عمل رصين ..
أليس بالفكر ترتقي الأمم وتنهض من كبواتها .. فماذا تريدين ؟
بابتسامة ساخرة : أريد الكل فى حضرة المثقف العظيم .. وعندما أقول الكل أعنى الجميع حكام ومحكومين .. يجب أن تهرعوا إلى صناع الفكر الحقيقيين , من لديهم عمق الفكرة وجودة الطرح والتخطيط السليم , وهم كثر فى كل أرجائي ليس اليوم ولكن على مر السنين , قد همهم امرى فعكفوا على أنفسهم ساعات وساعات بل سنوات من العمل والبحث الدءوب كى يخرجوا للبشرية ولى خطط الخلاص من كل آثام الحاضر الآني الأليم .
ومنهم من صدق النية وجاهد بالنفس والمال وترك أوطاني ورحل إلى الجهاد فى بقاع الأرض لنصرة الحق والدين --- فلماذا أنتم عن هؤلاء غافلين ؟
·       نخشى البعض منهم لارتباط أسمائهم بأفعال الإرهاب اللئيم .
·       ضحكت ساخرة : يجب أولاً أن تعدلي من فكرك بنيتي , فمن يدافعون عن الأوطان ليسوا بإرهابيين ولكن من يحتلون البلاد ويتحكمون فى أرزاق العباد هم رأس الإرهاب الحقيقيين , ومن يحتضنون القتلة من تجار الدم والدين هم الإرهابيين , ومن زرعوا جماعات الفرقة فى العالم هم من يجب عليهم الاعتذار لى ولكل أولادي من الفرات للنيل العظيم ولو قرأت التاريخ جيداً بنيتي لعلمتى أننى كنت سيدة العالم وقت أن كان القرار بيد أبنائي الحكام الفعليين وقت أن كنا فى حالة من الاكتفاء الذاتي , وقت أن كان العلماء ورثة الأنبياء فى مكانهم ومكانتهم الصحيحة على رءوس الأشهاد .
لقد سادت حضارتي العالم بعقول أبنائي إقرأى التاريخ السليم أنت وكل أبنائك من النشء الجميل أخبريهم عن {القادة العظام / طارق بن زياد والناصر صلاح الدين / أخبريهم عن انتصارات بن الوليد الذى لم يهزم على مر تاريخه العسكري الطويل / أخبريهم عن تحتمس الثالث الفرعون الأسطورة  } حدثيهم عن ابن سينا وابن رشد  وابن خلدون وعن نجيبكم وحكميكم والأبنودى وجاهين أحكى لهم أشعار الشابى وحافظ وشوقى وكل قصائد الأحرار فى فلسطين قصى عليهم قصص أبطالى فى حرب العزة والفخار فى اكتوبر 73 .
أليست هذه هى سنوات عزى وفخرى وانتصارى ؟
حدثيهم عن صدق النوايا وحمل الأمانة وعن تفسيرات إمامكم الجليل الشيخ الشعراوى ورحلة أزهركم الشريف فى نشر الدين السمح المعتدل الجميل .
حدثيهم عن دور أرض الكنانة فى التصدي لكل البغاة عتاة الإجرام فى نهب وسلب الأوطان من كل خيراتها على مر السنين ؟-- حدثيهم عن أحمس والظاهر بيبرس وشجرة الدر وكيلو باترا فى العهد القديم وعن  عبد العاطى صائد الدبابات والمنصورى الطيار الشهير الذى لقبه عدوه بالمجنون من فرط شجاعته فى حرب أكتوبر 73 , قولى لهم على أرض سيناء الأن فى العام 2016 تقف مصر العظيمة وحدها مدافعة عن كل أشقائها ومتصدية لكل قوى الغدر والشر وأرباب الخسة والندالة من تجار الدم والدين مرتزقة الحروب أصحاب الأجندات والدولارات والمؤامرات على شرفى وعرضى ويخيل لهم أننى سهلة المنال وأن أبنائي غير مدركين , حدثيهم عن قصص نضال المرأة العربية بداية من ذات النطاقين حتى بو حريد فى  بلد المليون شهيد قصى عليهم نضال المرأة الفلسطينية وتعرضها لأبشع الجرائم داخل سجن الرملة والمعروف عنه استخدامه لأبشع أنواع التعذيب على مر السنين .
قاطعتها قائلة / أعي ذلك أمى ولكن الآن أختلط الحابل بالنابل وأصبح من الصعب على أبنائي التفرقة بين ما هو حقيقي وما هو زائف فى زماننا هذا العجيب الغريب
متأثرة – قالت لأنكم نسيتم تاريخي وتركتم عقول شبابي لمن يخططون ويدبرون لى المكائد ولا يهم كم عمر أفكارهم حتى تدخل حيز التنفيذ – فضاع منكم الحاضر الذى هو حلقة الوصل الأكيدة ما بين ماض رحل وغد ليس مضموناً طالما أنكم فى حيز الحاضر غير قادرين على الفكر والرؤية ووضع مناهج العبور من الحيز الزمانى والمكانى الأنى الضيق إلى رحابة الغد المأمول فى المستقبل  القريب .
لملمت أحزانها  أمامي وأخبرتني عند الرحيل : لا تيأسي ولا تفقدي إيمانك بى ولا بأطفالك الصغار , فقط تمسكي بحاضرك الآني واحرصي على أن يكون هو الأفضل كى تضمني لأطفالك الصغار مستقبل عربي مشرق وسعيد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق