بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، أبريل 05، 2016

رسائل السيدة { و- ع } الرسالة الأولى ------- بقلم // عزة أبو العز



رسالة السيدة و- ع
بقلم / عزة أبو العز
فجأة وجدتها أمامي بكل رونقها ووقارها وعزة نفسها ولكن يبدو عليها انكسار الزمان , وقبل أن أدعوها للجلوس تحدثت بصوت ضعيف سمعت فيه حشرجة وأنات السنين .
قالت بلهجة أمرية
يقولون أنك ترعين النشء وتبحثين عن التميز أينما كان .
-         قبلاً --- تفضلي أمي بالجلوس
-         لا ---   جلست كثيراً حتى   أنهكني الجلوس ولم أعد قادرة على الحركة أو الجدال , لذا فلتسمعيني .
ألست حفيدة ايزيس الأسطورة , ألم تشبي وتترعرعي على ضفاف النيل العظيم , ألم تسيري بقدميك على حبات الرمال الطاهرة فى سيناء الحبيبة التى أرتوت بدم شهداء 73 واليوم ترتوى من جديد بدم حبات القلوب على يد الغدر من تجار الدم والدين .
·       نعم أمي --- ولكن ما شكواك ؟ ومن أنت ؟ وما المطلوب منى لكي أرضيك ؟
بابتسامة ساخرة قالت : فى أي زمن نحن ؟
أجبتها : فى العام 2016
وفى أي أرض تقيمين ؟
قلت : أرض الكنانة أمي
جلست وهدأت قليلاً ثم قالت : نعم أرض الكنانة --- أتيتك لأنك فى أرض الكنانة مصر الغالية .
قاطعتها قائلة أهلاً ومرحباً بك أمي ولكن من أي أرض أنت ؟
قالت : عجباً لكم أولادي --- أنا من لها تنتمون وفى أرجائها تنتشرون وعلى اسمها تنشدون الأشعار والأغاني , أنا التى ضيعتموها بفرقتكم اللعينة وتشتتكم وتقزمكم الرهيب , أنا الكل فى واحد , أنا الحب الكبير .
قلت : معذرة سيدتى وما المطلوب منى –
ابتسمت ابتسامة الساخر من نفسه وواقعه وماضيه – وقالت : بلغى عنى كل أطفالك الأبرياء أننى فى انتظار ابنى الجسور الأصيل , من يأخذ بيدي للأمام من يخلصني من أفكار اللئام , من على يديه يعيد لي أمجاد أبنائي العظام , صلاح الدين وعمر المختار , انتظر من بينهم ألف عمر وألف أسامة وألف عمار , انتظر من هي فى شجاعة ذات النطاقين  انتظر منهم شجاعة مينا وعبد الرحمن فى الميدان , أنتظر من بينهم ساداتاً جديداً يحقق لي الانتصار العظيم .
قاطعتها قائلة : ولكن عن من سأحدثهم يا أمي --- وفى أي أرض تقيمين ؟
أخيراً وجدت ابتسامة الرضا على وجهها المجعد من تجارب ومعاناة السنين وبنبرة هادئة وبلهجة واثقة قالت : قولي لهم زارتني أمنا الكبرى ( واو – عين ) .
التفت حولي فلم أجدها , فهل من أطفالى من يستطيع إسعادها { و- ع }
القاهرة 22-3-2016



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق