رسالة
السيدة و- ع
بقلم / عزة أبو العز
فجأة وجدتها أمامي
بكل رونقها ووقارها وعزة نفسها ولكن يبدو عليها انكسار الزمان , وقبل أن أدعوها
للجلوس تحدثت بصوت ضعيف سمعت فيه حشرجة وأنات السنين .
قالت بلهجة أمرية
يقولون أنك ترعين
النشء وتبحثين عن التميز أينما كان .
-
قبلاً --- تفضلي أمي بالجلوس
-
لا --- جلست كثيراً حتى أنهكني الجلوس ولم أعد قادرة على الحركة أو
الجدال , لذا فلتسمعيني .
ألست حفيدة ايزيس
الأسطورة , ألم تشبي وتترعرعي على ضفاف النيل العظيم , ألم تسيري بقدميك على حبات الرمال
الطاهرة فى سيناء الحبيبة التى أرتوت بدم شهداء 73 واليوم ترتوى من جديد بدم حبات
القلوب على يد الغدر من تجار الدم والدين .
· نعم أمي --- ولكن ما
شكواك ؟ ومن أنت ؟ وما المطلوب منى لكي أرضيك ؟
بابتسامة ساخرة قالت
: فى أي زمن نحن ؟
أجبتها : فى العام
2016
وفى أي أرض تقيمين ؟
قلت : أرض الكنانة أمي
جلست وهدأت قليلاً ثم
قالت : نعم أرض الكنانة --- أتيتك لأنك فى أرض الكنانة مصر الغالية .
قاطعتها قائلة أهلاً
ومرحباً بك أمي ولكن من أي أرض أنت ؟
قالت : عجباً لكم أولادي
--- أنا من لها تنتمون وفى أرجائها تنتشرون وعلى اسمها تنشدون الأشعار والأغاني ,
أنا التى ضيعتموها بفرقتكم اللعينة وتشتتكم وتقزمكم الرهيب , أنا الكل فى واحد ,
أنا الحب الكبير .
قلت : معذرة سيدتى
وما المطلوب منى –
ابتسمت ابتسامة
الساخر من نفسه وواقعه وماضيه – وقالت : بلغى عنى كل أطفالك الأبرياء أننى فى
انتظار ابنى الجسور الأصيل , من يأخذ بيدي للأمام من يخلصني من أفكار اللئام , من
على يديه يعيد لي أمجاد أبنائي العظام , صلاح الدين وعمر المختار , انتظر من بينهم
ألف عمر وألف أسامة وألف عمار , انتظر من هي فى شجاعة ذات النطاقين انتظر منهم شجاعة مينا وعبد الرحمن فى الميدان ,
أنتظر من بينهم ساداتاً جديداً يحقق لي الانتصار العظيم .
قاطعتها قائلة : ولكن
عن من سأحدثهم يا أمي --- وفى أي أرض تقيمين ؟
أخيراً وجدت ابتسامة
الرضا على وجهها المجعد من تجارب ومعاناة السنين وبنبرة هادئة وبلهجة واثقة قالت :
قولي لهم زارتني أمنا الكبرى ( واو – عين ) .
التفت حولي فلم أجدها
, فهل من أطفالى من يستطيع إسعادها { و- ع }
القاهرة 22-3-2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق