دعوة
للفكر
حصار
الحصار – الحل والأمل –لأزمات الأوطان
بقلم /
عزة أبو العز
عندما يسقط الضمير العالمى فى غيبوبة النسيان والتجاهل لابد وأن يسقط
الأبرياء ..
عندما تتضاءل قوة أمة العرب وتغرق الدول تلو الأخرى فى مخطط التقسيم
اللعين المحاك لها ببراعة لابد وأن يكون أول الضحايا زهور وزهرات جيل العروبة
القادم الذى تسفك دمائه الزكية الطاهرة تحت أنقاض الوضاعة والخسة والغباء .
هم لا يقتلون البراءة فقط فى حلب بل يجتثون براعم الأمل المستقبلية
لفصلها عن جذور الانتماء العربية , إنهم يسحقون أحلام البراءة بأطماعهم وبغضهم
وخططهم الجهنمية .
أين أنتم
يا دعاة الحرية ؟
أين أنت أيها الضمير العالمى الساقط فى مستنقع التخطيط والتدبير
والموائمات والمؤامرات ؟
إن لم تفعلوا شيئاً لإيقاف يد الإرهاب الغاشم فى سوريا فلا تصدعونا
بقوانينكم العقيمة وحقوق الإنسان والحيوان وما إلى ذلك من أقاويل أثبتت حلب (
العريقة ) بما يحدث على أرضها مما لايدع مجالاً للشك أن كل ما يصدر عنكم يا كل قوى
الشر مجرد شعارات , وأبواق الحرية وحقوق الإنسان لديكم { خرساء – صماء – عرجاء } .
نحن أمة
العرب كنا أسياد العالم وقت أن كنتم ترتعون فى أحضان الجهل والظلام .. وفى ديننا
الاسلامى العظيم الذى أتى به معلم الإنسانية
الأول محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام قد علمنا ألا نقتل طفلاً صغيراً أو شيخاً
كبيراً وقت الحروب وألا نقطع شجرة وأن نحسن معاملة الأسرى فى حين أنكم تحرقون كل أغصان الزيتون بغلظة وجفاء فديننا الاسلامى
العظيم دين التسامح والمحبة وليس هذا الذى تصدرونه إلينا على يد تجار الدم والدين
وقتلة الأبرياء .
أفيقي وانهضي
يا أمة المليار .. فماذا تنتظرين بعد كل هذا الخراب والدمار وقتل طيور الجنة
الأبرياء ؟
انهضي من
أجل أطفال سوريا وليبيا واليمن وفلسطين .فلن نغفر لأنفسنا إذا صمتنا أمام ما يحدث
لأهل وأطفال حلب الأبرياء ومن قبلهم أطفال غزة وليبيا وعدن من قتل ودمار ولكن فى
وقفة مع النفس أتساءل ..
لماذا الكل مندهش الأن لقتل الأطفال فى حلب ؟ أليس هذا هو حال ومصير
أطفال المسلمين فى أغلب البلدان العربية فالطفل
العربى كان ولا يزال هدفاً سهلاً للعدو الصهيوني وللعقل المدبر الألعبان الأسود
القابع فى بيته الأبيض ولقوى الشر من تجار الدم والدين فى كل مكان كى يجتزئوا جزءً
عزيزاً من مستقبل هذه الأمة ويزرعوا الحسرة والألم فى قلوب الأمهات وكل الوطنيين
المخلصين , عودوا بالذاكرة للوراء بني وطني العربى الكبير واسألوا أنفسكم { ما ذنب
أطفال بحر البقر وأطفال دير ياسين وأطفال مخيم جنين وأطفال قانا وأطفال غزة وأطفال
حلب الأن } أليس كل هؤلاء شربوا من نفس الكأس وذاقوا مرارة الفقد واليتم والتشرد
على يد خفافيش التدبير والتخطيط من الأعداء .
فإلى كل
مندهش ومشفق وشاجب ورافض لصور القتلى من الأطفال فى حلب .. اعلموا أن هذه الجرائم
البشعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ..أتعلمون لماذا ؟
لأننا لازلنا نندهش من قسوة الأعداء ونفترض فيهم مراعاة الضمير
الإنسانى والرفق بأطفالنا الرضع تحت مقصلة الحروب والجحيم علماً بأن عدونا واضح فى
خصومته يتفنن كى يجعلنا أكثر{ اندهاشاً
وثرثرة وشداً وجذباً } دون جدوى أو طائل وسيظل هو العدو الفاعل ونحن العرب فى خانة
المندهش دوماً لموت الأبرياء .
لذلك
أتوجه بدعوتى إليكم كى نتدبر أمرنا ونفكر سوياً فى كيفية الخروج من شراك المأزق
المنصوب على مسرح المشهد العربى لكل بلداننا العربية على حد سواء .
لذلك وجدت فى فكرة الكاتب والمفكر السياسى أيمن فايد ودعوته لتوحيد
الأمة بصيص من الأمل وطوقاً للنجاه بدعوته
لفرض سياسة ونظرية ( حصار الحصار ) حول ما ينصب لنا من كوارث من شأنها أن تسقط
بأمتنا إلى منحدرات التيه والفوضى الكاملة وهما كفيلتان بأن يقفزان بأمتنا إلى
مجاهل الخراب والدمار وتشتت الأوطان , ونظرية حصار الحصار تقوم على وحدة الأنظمة
بشكل رأسى ووحدة الشعوب بشكل أفقى وفى وحدتهما معاً حمايةلأوطننا العربية من فكرة الفوضى المدمرة فالوحدة
الرأسية بمفردها ( وحدة الأنظمة ) يستطيع العدو المتربص أن يفككها فى ساعات معدودة
ويعمل على انهيارها فى وقت قياسى ( أزمة اندماج وطني رأسية ) وفى حالة وحدة الشعوب
الأفقية بمفردها توجد الفوضى المدمرة ( أزمة اندماج وطني أفقية ) وفى حالة - لا قدر الله –حدوث انهيار لوحدة الأنظمة
ووحدة الشعوب يحدث ما يسمى بالحرب الأهلية ومن نتائجها مالا يحمد عقباه .
لذلك
تدعو اللجنة الشعبية لتوحيد الأمة وأمينها العام بوحدة الصف بين كل من الأنظمة
والشعوب مجتمعتين حفاظاً على حرية الأنظمة فى اتخاذ قراراتها المصيرية وتخليصها من
قبضة الضغوط الخارجية وكذلك تعمل على ضمانة الوقوف بجانب الشعوب وتوحدها ضد تعسف
وبطش بعض الأنظمة , لذلك تقر اللجنة
الشعبية لتوحيد الأمة بوضع أهدافها على طاولة أى نقاش أو حوار أو أزمة
مجتمعية مما لا يدع مجالاً للشك أو أى لبث حول أهدافها الواضحة وضوح الشمس وهى {
لا للفرقة – لا للتدخلات الأجنبية – نعم لصناعة
البطل }
والوحدة التى تسعى إليها اللجنة الشعبية لتوحيد الأمة وتسعى لتحقيقها
وترسيخها هى الوحدة القائمة على العمل بشروطه الواجبة النفاذ وهى { العلم – والقوة
– والمال } بشرط جمع الثلاثة معاً , لذلك وجدنا الاختلاف الواضح فى التنظير
والحديث الخاطئ عندما قسموا مفهوم مصطلح الوحدة وعندما طبقوه أيضاً على أرض الواقع
فى شكل الوحدة الاقتصادية منفردة داخل جامعة الدول العربية وأيضا وحدة الدفاع
المشترك وكلا منهما لم يمنحنا الثمار المرجوة , وذلك راجع لتفتيت المصطلح وتجزئة
الوحدة , فلو أردنا الوحدة الكاملة مصطلحاً ومعنى وأهداف لبحثنا عن معنى الوحدة الحقيقي
وهى وحدة العمل الذى تتوفر فيه شروط العمل من { العلم والقوة والمال } وحدة بمثابة
الجسر الواصل بين وحدة الأنظمة الرأسية مع وحدة الشعوب الأفقية كى نستطيع أن تقف
تلك الوحدة الحقيقية كحائط صد ضد المؤامرات التى يراد بها تقسيم الوطن العربى
وتفتيت أجزائه والقضاء على خيرة شبابه وبراعمه الصغيرة التى تدفن تحت التراب وتدك بنيران عدو لا يرحم
الصغير ولا الكبير , يريد بذلك بث روح الفرقة والرعب داخل نفس المواطن العربى كى
يزلزل من ثوابته ويفقده إيمانه بوحدته العربية التى كانت ولاتزال حلماً لابد من
تحقيقه للخروج من الأزمة وتغيير المشهد الدامي على المسرح السياسى العربى ففي
الحصار دمار لأوطاننا ولكننا نأمل فى تحقيق نظرية حصار الحصار أن يتحقق الحل
والأمل لأزمات الأوطان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق