دعوة للفكر
الورقة الرابحة ---
والملعب السياسى
واهم من يبتعد عن نبض الشعوب ويستظل بمظلات الخارج أو يستقوى بأنظمة
هى بالأساس لا تبحث إلا عن مصالحها فى المنطقة العربية .
واهم من يظن أن جماعات الفرقة وتكتلات المصالح المشتركة هى الحل بل
الحل أقرب ما يكون إذا تحقق على الأرض بوحدة ونبض الشعوب العربية من المحيط إلى
الخليج وكلنا كعرب نعى وندرك أن إرادات الشعوب فى الوحدة الصادقة هى حائط الصد
والورقة الرابحة ضد مؤامرات الخارج والداخل لذلك قامت اللجنة الشعبية لتوحيد الأمة
بوضع هذا الهدف أمامها فى كل تحركاتها وما قدمته من ندوات وأنشطة خلال مشوارها على
الأرض سواء داخل مصر أو خارجها ويذكر ويؤكد الأمين العام للجنة الكاتب والمفكر
السياسى أيمن فايد فى كل حواراته الصحفية والتليفزيونية بل وفى كتبه من سنين طويلة
بأن الأصح والضروري أن تكون الشعوب العربية هى ورقة الضغط الأساسية فى اللعبة
السياسية .
ويؤكد مراراً وتكراراً أن الوحدة المبتغاه هى الوحدة القائمة على البر
والتقوى وتحت كلمة البر والتقوى يستطيع المتابع لأفكار وأطروحات اللجنة الشعبية
لتوحيد الأمة من خلال حوارات أمينها العام أن يضع عشرات الخطوط الحمراء متخذاً من
اليمن الجنوبي نموذجاً فأهالي الجنوب قدموا الكثير وضحوا بكل غالى من أجل الأرض
ووقفوا كحائط صد قوى ضد كل المزاعم والأغراض غير العادلة ويعتبر أيمن فايد أن قضية
الجنوب هى القضية الجوهرية ويجب أن تكون النواة الحقيقية التى تتوحد خلفها كل شعوب
المنطقة فيجب على جميع الأقطار العربية أن تناصر حق الجنوب وأن تقف بجانبه فى
قضيته العادلة لذلك وضعت اللجنة الشعبية لتوحيد الأمة على عاتقها التعريف بأهمية
القضية الجنوبية وحق أهالي الجنوب فى إقامة دولتهم العادلة ليس محاباة لهم ولكن
احتراماً لإرادتهم الشعبية ووقفتهم الرجولية وصمودهم ودفاعهم عن أرضهم ففي تجربة
الجنوب ترى اللجنة الشعبية لتوحيد الأمة أن أهالينا فى الجنوب اليمنى قدموا
النموذج الصحيح لمعنى ( بطل الحقيقة ) الذى يختلف كثيراً عن مفهوم حقيقة البطل
الذى قدمته فى دراسة سابقة .
والحديث الدائم عن ضرورة وقوف البلدان العربية خلف قضية الجنوب فهو
تطبيق واقعي لنظرية { حصار الحصار } الذى تحدث عنها باستفاضة الأمين العام لللجنة
فى برنامج خلاصة الخلاصة على قناة صدى البلد .
فنظرية حصار الحصار هدفها الأسمى هو ضرب خطط الأعداء سواء من الخارج
أو من يعاونوهم فى الداخل بصنع حصار أكبر تكون الإرادة الشعبية فيه الكلمة العليا
وصاحبة الحق الأصيل وبما أن أهالي الجنوب فى اليمن عازمون على الاستقلال ومطلبهم
الملح هو ضرورة وجود دولة الجنوب الحر ---- فلما لا نحقق إرادتهم ؟ ولماذا غفل الإعلام
العربى عن مطالبهم ؟ لماذا لا يسلط الإعلام العربى الضوء على قضية الجنوب ؟ ولماذا
تغافل عن خروجهم ومليونيتهم التى تمثل إرادة شعب ؟
هذا السؤال المهم الذى تطرحه أمانة اللجنة الشعبية لتوحيد الأمة
وأمينها العام --- فإذا كنا نريد أن نطبق نظرية حصار الحصار --- فلماذا لا نتخذ
موقف إرادة أهل الجنوب فى اليمن نموذجاً ؟ وإلى متى سيظل الإعلام العربى بعيداً عن
صلب القضايا العربية التى من شأنها أن تؤثر على أوراق اللعبة السياسية كلها ؟
من هذا المنطلق يظل أيمن فايد ومشروع اللجنة الشعبية لتوحيد الأمة هما
جرس الإنذار المبكر كما وصفته من قبل فى دراستي عن مقدمته لمجموعة برامجه
التليفزيونية { أمة فى خطر } فبالرغم من اتساع بقعة الأمة وبلوغ تعداد سكانها 1,62
مليار مسلم ولديها الكثير من المقومات الإستراتيجية من وحدة الموروث والعادات
والتقاليد على المستوى العربى بالاضافة للعامل المشترك الأصيل ( وحدة الدين ) ومع
ذلك بلغت من الضعف منتهاه مما جعلها مطمعاً وصيداً سهلاً لأعدائها وطالب فى مقدمته
سابقة الذكر أبناء الأمة قاطبة بعدم الجدال الدائم والتمسك بصغائر الأمور وترك
الأهم منها موضحاً أن الجدال يفتح أبواباً لا تسد شارحاً مدى خطورة التأثير النفسي
لادعاءات العدو ببطولات زائفة .
وأظن أن ما حدث بخصوص قضية الجزيرتين مستهدف منه بشكل أو بأخر النيل
من مصر والسعودية معاً وما يحدث من تجاهل لقضية جنوب اليمن المستهدف منه كسر إرادة
الشعوب وأرى فى ذلك أن سياق الأحداث يسير وفقاً لما حذر منه الكاتب والمفكر
السياسى أيمن فايد --- لذلك أتساءل لماذا نغفل الطرح بالحل الذى تتبناه اللجنة
الشعبية لتوحيد الأمة ؟ طالما أننا على الأرض نواجه بجيش جرار من الأله الاعلامية
المضللة وعملاء لا حصر لهم سواء عن عمد أو بدون قصد يضرون بمصالح أوطانهم –
لماذا لا نجرب الورقة الرابحة الآن ؟ --- ظلت الأنظمة العربية فى الماضي
بعيدة عن شعوبها إلى حد كبير وعند السقوط لم تنفعها مظلات الغرب ولا أمريكا
الزائفة ؟
فلماذا لا نغير من أوراق اللعبة السياسية ؟
لماذا لا تكون إرادة الشعوب هى البطل --- وتسير خلف رغبتها الأنظمة
الحاكمة ؟ فلو تحقق ذلك على الأرض لحققنا نظرية حصار الحصار وأصبحت الأنظمة
العربية متحررة من تلك الضغوط الجهنمية التى
يضغط بها الغرب وأمريكا عليهم وفى الوقت نفسه نفسد مؤامرات ودسائس تعرقل
الأمة عن مواصلة مسيرتها .
أفيقوا يا عرب وتوحدوا على البر والتقوى واعدلوا فالعدل هو أساس الملك
, تذكروا ماضيكم العريق ولكن لا تنسوا حاضركم الأنى واعملوا بذكاء وفطنة وأعدوا
عدتكم للغد القريب هذه هى دعوة العقل ففي الوحدة قوة وفى القوة تكمن عزتكم فأنتم
بكل مقاييس الجغرافيا والتاريخ المشترك قوة لا يستهان بها ومن مصر أرض الكنانة
التى تفتح ذراعيها الآن للعالم وتستضيف على أرضها زعماء العالم شرقاً وغرباً أرى
أن الوحدة قادمة والأمل قادم وصدى الله أكبر قادمة بإذن الله ---- فقط أبحثوا عن
الورقة الرابحة كى تغيروا من أصول اللعبة فى الملعب السياسى .
بقلم / عزة أبو العز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق