بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، مايو 21، 2016

الثنائية الخبيثة فى المشهد السياسى ---- وثورتى مصر وليبيا نموذجاً === بقلم / عزة أبو العز



الثنائية الخبيثة فى المشهد السياسى
وثورتي مصر وليبيا ----- نموذجاً
بقلم / عزة أبو العز

واهمون أنتم يا من تسكنون ظلمة التطرف والخفاء اللعين , وتتدثرون بأثواب الزيف والأوهام ... أتظنون أنكم بأفعالكم الرديئة ستنالون من عزائم الرجال , وستطفئون أنوار الحق على ألسنة أبناء النور كارهي الجهل والحقد وخفافيش الظلام .
أياً من كنتم أو إلى من تنتمون كارهي أنفسكم والأوطان .. سيحكم التاريخ عليكم ولن يرحمكم , ربما استطاع أصحاب الأيادي السوداء { الصهاينة – والأمريكان – والفرس -وقوى الشر فى أى مكان } بدهاء اللئام أن يخططوا ويدبروا لكم لحرق   الأوطان .. ولكن هل رأيتم على مر التاريخ خائن علا فى قومه مهما بلغ شأنه ؟
هل يستطيع الخائن والارهابى والعميل أن يرفع رأسه وسط أبناء وطنه مهما كان ؟فلتعلموا أن مصر المباركة الطاهرة   التى شرفها الله سبحانه وتعالى بذكرها فى قرآن يتلى حتى قيام الساعة لقادرة على   نفض غبار أعوان الخسة والخيانة عن كاهلها .. فمصر عائدة لا محالة بمشيئة الرحمن , تسطر من جديد تاريخاً وتبنى حضارة , ربما تضعف بعض الوقت    وربما تنالوا من عزيمتها لبعض الوقت ولكنها أبداً لن تسقط ولن تموت .
فأنا أرى فى الأفق بشائر مجدها فى شرف الدفاع عنها من أسودها خير أجناد الأرض على الحدود , كما أرى فى الأفق بشائر عزها فى عطاء أبنائها من بسواعدهم يعمرونها ويزرعونها ويسابقون الزمن كى يكتبوا لها تاريخاً جديداً يضعها فى مكانتها الصحيحة كأم للحضارات , وكما يوجد من أبنائها المرابط على الحدود والباني والزارع كى يحقق عزها المنشود .
هناك أيضاً أبناء النور من بكلمتهم يرسمون لها الحاضر الأنى والمستقبل المأمول .. أبناء النور هم أعداء خفافيش الظلام لذلك حرصت على عرض ما جاء فى برنامج أمة واحدة للمفكر والكاتب السياسى أيمن فايد من أفكار قد ضمها فى كتابيه الرائعين { عندما يبكى الجبل فى دولة الأحزان – ومثلث أيمن الحاجر }
فقد وضعنا الكاتب أمام حقيقة الثنائية الخبيثة ( الفارقة ) فى المشهد     السياسى متخذاً من ثورتي مصر وليبيا نموذجاً, شارحاً لكثير من الثنائيات الخطيرة التى تحكمت فى المشهد السياسى الأنى من ثنائية الثورة بين { الثورة الحقيقية والثورة المزيفة – والبطل الحقيقي والبطل المزيف } مؤكداً على ان الحل الأسلم والوحيد لخروج الأمة من كبوتها الحالية يكمن فى خروج البطل الذى تلتف حوله الأمة الإسلامية  مؤكداً على أن الوقت الراهن هو أنسب الأوقات من حيث استعداد الأمة لتقبل هذا البطل بعكس العصور والفترات السياسية السابقة ,فهذا هو الوقت المناسب والأمة مهيأة للوقوف بجانب هذا البطل المعجزة , البطل الحقيقي القادر على تحقيق المعجزة .
ويقدم لنا الكاتب والمفكر السياسى ( أيمن فايد ) بحكم قربه وعلاقته بالرجل قبل وأثناء الأزمة   العقيد القذافى بشكل جديد موضحاً القذافى  بين الحقيقة والتشويه الاعلامى معتبراً العقيد القذافى كان واحداً من أهم القادة العرب الذين فطنوا لما يدبر للأمة من مكائد مبكراً ولو كان قد نجي بنفسه من المصير الذى دبره له أصحاب الأيادي السوداء لأصبح بطلاً من أبطال الأمة ولكن لأنه بطل حقيقى غير مزيف ضحى بنفسه وأولاده فى سبيل الدفاع عن ليبيا شارحاً فى برنامجه ( أمة واحدة ) أن ليبيا على مدار 40 عاماً كانت مخزناً لسلاح الاتحاد السوفيتي ,  ولأن هذا السلاح كان ذخيرة للأمة العربية كلها وبالأخص مصر وحرب أكتوبر خير شاهد على ذلك {لأن حرب أكتوبر كانت بمثابة ثورة حقيقية  تحقق فيها نوعى الثورة معرفية خلقية _ وثورة العدد والضخامة } فكان لابد لقوى الشر أن تقضى عليه وعليها لذلك انتهى مشروع البطل القومي بقتله على يد الأيدى الغادرة.
ينقلنا الكاتب نقلة أخرى عبر تلك الثنائية الخبيثة فى المشهد السياسى الحالى , وهى ثنائية أشكال الاستعمار قديماً وحديثاً فالاستعمار فى الماضي كان عدواً ظاهراً استطعنا التعامل معه بل والتغلب عليه فى كثير من الأزمات أما الأن بعد ثورات الربيع العربى الاستباقية( قبل أوانها ) اتخذ الاستعمار أشكالا وألوانا من الحروب النفسية بل وبلغ من القوة مداها حيث أصبح التطاحن والتنافر بين أفراد الأسرة الواحدة , فهذا ينتمي لجماعة وذاك ينتمي لجماعة أخرى وهكذا دواليك .{ ثرثرة – جدال – شد وجذب } والنتيجة مؤسفة تصب كلها فى صالح العدو وتنال من قوة وقدرة الأمة .
نماذج  الثنائية الحاكمة ( الخبيثة )
لو تمعنا فيما عرضه الكاتب والمفكر السياسى أيمن فايد سواء فى برنامج امة واحدة أو من خلال أفكار كتابيه  { دولة الأحزان ومثلث أيمن الحاجر } أو من خلال{  محاضراته ومقالاته السياسية} نجد أنه استطاع باقتدار أن يعرض لنا مدى المفارقة الغريبة فى  وقوع المواطن العربى تحت ريبة وتشتت الثنائية  الحاكمة ( الخبيثة ) فقد أشار إلى استخدام الليبيين  لعلم الله اكبر فى باب العزيزية وفى نفس الوقت نجد فى بنى غازى أعلام { فرنسا  – بريطانيا – الاتحاد الأوروبى } .
وهنا السؤال : أيعقل أن يحمل الغرب خيراً لليبيا وأي اختيار هذا الذى كان  ؟ ثم يستشهد بمقولة هتلر الشهيرة { أبشع أنواع البشر وأقذرهم  أولئك الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم } فكيف لأمريكا وأعوانها أن تساعد العرب فى نجاح ثوراتهم ؟وهذا السؤال لا يزال مطروحاً حتى اللحظة الراهنة .
ويقر الكاتب أن النظام الأمريكي لا يجيد إلا نظريات الدسائس والمؤامرات والتخطيط  والتدبير لعمل الثورات الاستباقية ( عقلية ألكاو بوى )من أجل إجهاض الثورات الحقيقية والقضاء على البطل الحقيقي الذى تلتف حوله الأمة .
مؤكداً على حقيقة دامغة أن كل خيوط الخيانة فى الداخل والخارج وسماهم بأسمائهم سيوصمون مدى الضهر بأنهم ذيول المحتل .
كما يرمى بحجر كبير فى وجوهنا مؤكداً على أن صندوق النقد الدولى ما هو إلا مقدمة من مقدمات الاحتلال ولكننا أمة تمتلك ذاكرة أقل من ذاكرة السمكة فى التعامل مع الأشياء فى 90 بالمائة من مشكلاتنا العربية وتخبط الأنظمة العربية تعود إلى التدخلات الاجنبية وتحكم الغرب فى مصائر ومقدرات الشعوب العربية .
ويضيف أنه لو تعاملنا بمنطق السنن الكونية لأدركنا أن أمة الاسلام بل أعتى الأمم حضارةً وتقدماً { إذا كانت المقدمات لديها ضعيفة فلابد أن النتائج خطيرة بل كارثية }  مستشهداً بأسباب سقوط فرنسا  على يد الألمان وهى أمة عظيمة ورائدة العلم والثقافة فى الغرب , ولكن ترهل القيادة السياسية آنذاك وضعف القوة العسكرية وعدم تكاتف الشعب وراء قيادته  وعدم الإنكار عليهم كان من أهم الأسباب  التى أدت إلى انهيار فرنسا أمام ألمانيا .
وهذا نموذج  ومقياس لحالة البلدان العربية إبان الثورات العربية ووقوعنا فى فخ الثنائية الخبيثة , وإذا أردنا الاستدلال على ما تفعله تلك الثنائية الخبيثة فى نفوس البشر فعلينا بالاستدلال بما جاء فى كتاب دولة الأحزان ص 8 بالمقولة التالية { اختمر عشقاً وأضاء وجهه حزن عصى الوصف عندما سألته عما آلت إليه الأمور فى الآونة الأخيرة , فرد قائلاً .. ما زالت لدى إرادة تمكنني من السعادة رغم أننى لم أخرج بعد من عوالم الحزن الطويل , فأنا فى حاجة لمن يحفظ لى عقيدتي وعرفي وطريقتي فى الحياة , وفى حاجة أيضاً لمن يحفظ توازني بين العالم ويجيد الإدارة لجملة الأمور الداخلية والخارجية , محب ومحتاج لطرفين متصادمين  , مجتهد فى البحث عن منطقة آمنة للمصالح المستحيلة , أو الخلاف المؤدب , وكلا الطرفين مجهد للآخر ولا لقاء بينهما إلى الأن إلا فى منطقة الخلاف المعلن , ففي الخلاف يتم زواجهما , زواجاً غير طيب , زواج ينجب الضعف والهوان , والأيدي السوداء تعقد قرانهما على مائدة الحقد الأسود , ( اللهم إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى ) } فلو طبقنا أفكار ونظريات أيمن فايد الأمين العام للجنة الشعبية لتوحيد الأمة على حالتنا اليوم , لوجدنا أننا نقع الأن فى هذه الثنائية الخطيرة فنحن نعيش بين مشهدين متناقضين { الحرق والبناء – التضحية والخيانة } مما يضع المواطن المصرى بل والعربى فى دروب التيه الفكرى ويصل به إلى حد الازدواجية فى التعامل  مع الأشياء , فأرض الكنانة تسعى جاهدة   للاعمار والبناءوالتشييد على عدة أصعدة من قبل قيادتها السياسية وفى الوقت نفسه نجد يد الغدر والإهمال متربصة بها , فحريق هنا وآخر هناك مما  يضع المواطن فى حيرة من أمره متسائلاً ... هل نحن فى عهد الأمن والأمان وفى طريقنا للاستقرار أم نحن ذاهبون إلى المجهول  ؟
الثنائية الثانية ...
 لا يمر يوم إلا ويسقط بطل من أبطال الوطن سواء من ضباط الجيش أو الشرطة فداءً لتراب الوطن فى حين أننا نرى كثير من أصوات وجماعات الفرقة يعملون على زعزعة     الثقة تجاه أى فعل ايجابي يحدث على  أرض الواقع , وهنا نجد الثنائية السلبية التى تنبه الكاتب لمدى خطورتها على أمن واستقرار الأوطان , والسؤال الذى يطرحه بقوة وينبه على ضرورة الإجابة عليه من قبل ولاة الأمر ... هو أن خطورة الثنائية الخبيثة أنك تكون مسئولاً عن هذا وذاك فى نفس الوقت  عن الشيء ونقيضه وهذا يؤدى إلى نفس النتيجة لصالح العدو الخارجي , بمعنى ضرورة الانتباه من خطورة إعادة طرح بعض الوجوه السياسية ذات المواقف المتعددة التى إعتادت الوقوف على كل الأبواب والأكل من على كل الموائد تلك الوجوه التى اعتادت أن تكون مع أى سلطة وفى الكفة الرابحة دائماً وهم يحملون صفة الحرباء فى تلونها وتشكلها حسب مصالحها الشخصية فى وقت الأوطان فيه أحوج ما تكون لقادة الفكر المستنير أصحاب القدرة على ابتكار  الأفكار وتقديم الحلول للخروج بالأوطان من النفق المظلم إلى رحابة الأمن والأمان .
إن ما دعاني لعرض ومناقشة هذه الأفكار هو استشعاري بمدى خطورة تحكم هذه الثنائية الخبيثة فى مصائر الشعوب ولا يخفى على الجميع وقوعنا كمجتمعات عربية فريسة سهلة ما بين المتناقضين وكأنه مرسوم لنا هذا المخطط ببراعة شديدة كى لا نخرج من ثنائية الحيرة والتيه وهذه هى سيكس بيكو 2 بعدأن  تغلبنا على سيكس بيكو 1 بعد موت صانعيها سيكس وبيكوولا سيما بعد ان تغلبت الشعوب على الحدود المصطنعة بحكم المعين الثقافى الواحد واللغة الواحدة والمصير الواحد فكان لزاما على الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة دورة حياة الإمبراطورية المتهالكة بأن تجعل حدود سيكس بيكو الجديدة ليست الجغرافيا بل نقل هذه الحدود فى نفوس الشعوب ( حسب ما عرضه الكاتب فى كتبه وحسب متابعتى لأفكاره وأرائه السياسية فى ندواته منذ فترة طويلة } فهو دائم الحديث على أن الشعوب العربية منقسمة على بعضها البعض والمثال  على ذلك ما قامت به السعودية والإمارات وقطر فى ثورة الناتو ( 17 فبراير )وكذلك ما تقوم به الأن السعودية وقطر والإمارات فى سوريا ثم دخلنا لحاجز أضخم من ذلك على _سبيل المثال مصر_ نجد  صراع من قاموا بثورة يناير والشعب وانتقلنا لصراع أكبر أن  من قاموا بالثورة أنفسهم فى حالة صراع مع بعضهم البعض ثم نقلتنا أمريكا والغرب إلى صراع أشرس يقع فيه المواطن فى صراع مع أخيه المواطن ثم تعمق الصراع أكثر فأصبح بين الإنسان الفرد _ فهو فى صراع مستمر ما بين حقيقيتين متصارعتين وهو مثل بندول الساعة تارة فى اليمين وتارة أخرى فى اليسار وهذا ناتج عن الثنائية المربكة وهذه أولى الاساسى فى سيكس بيكو 2 ( التنافر المعرفي ) وثاني الأساسي تقارب الزمان أى ضياع الوقت من بين أيدينا وثالث الأساسي الكذب والخيانة ( الخيانة العلمية ) وهذه الركائز الثلاثة هى مشروع سيكس بيكو اثنين لان الشعوب تغلبت على الحدود أما هذه النقاط فهى احتلال للإنسان ذاته وهذا يذكرنا بمقولة الشاعر نزار قباني دخلت الأعداء ليست من حدودنا ولكن من عيوبنا وهذه النقاط الثلاثة  من وجهة نظره تمحو التاريخ والحضارة لدينا , مستشهداً  بقول الحكيم اليوناني عندما غزت اليونان اثبرطا عندما قال ( لقد غزوناهم ليس وقت هزمناهم بل عندما أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم} وهذه النقاط الثلاثة سالفة الذكر هى بمثابة السوس الذى ينخر فى العود لذلك  وجدت فى طرح أفكار ورؤى أيمن فايد ضرورة ملحة فما أحوجنا للسياسي القادر على فحص وتشخيص الداء وما أحوجنا للكاتب والمفكر الذى يحاول جاهداً أن يضع أولى لبنات الحلول النابعة من أرضية وطنية بعيداً عن التدخلات الأجنبية وعن أفعال الحرق والدمار لجماعات الفرقة  وأهم ما جاء فى طرحه هو مناداته بضرورة وجود البطل المعجزة الذى يخرج بأمتنا من أنفاق الظلام الموحشة ويعيد لها أمجادها وعزها وأنا أضم صوتي لصوت الكاتب أن مصر أم الحضارات ودرة تاج الحضارة مهيأة الأن للقيام بهذا الدور على أكمل وجه .ولا سيما بان هذه السنة الكونية هى الوحيدة المتبقية بين يدينا بعد ان احتكرت قوى الشر السنن الخمسة الأخرى حسب توصيفه { العامل التاريخي – العامل الجغرافي – العامل الاقتصادي – العامل العسكري – العامل الاجتماعي } فمن أهم ما يميز طرح أيمن فايد حول مفهوم نظرية البطولة بشقيها بطولة الفرد وبطولة الأمة أنها نظرية علمية قبل كل شيء فهى ليست رغبة أو حماسة وفقط بل هى نظرية علمية نجده فيها يدثر الفجوة بين   المفكر والمناضل , فالبطولة ليست رغبة عند الشعوب ولكنها إرادة , وليست رغبة أو حماسة عند البطل وقد أوضحها جلية فى كتابه ( دولة الأحزان ) حينما تحدث عن نظرية وحدة البطل أو انتحاره فالسنن الكونية التى يحدثنا عنها الكاتب هى السنن المبنية على ثوابت وأصول وحكمة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق