بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، يونيو 06، 2016

رسائل السيدة ( و-ع ) ... أمنيات الفرصة الأخيرة



رسائل السيدة ( و- ع )
أمنيات الفرصة الأخيرة
بقلم / عزة أبو العز
أتتني بشوشة الوجه كعروس كاملة الزينة فى ثوبها الأبيض الجميل .. وقالت : أبشرى أنت وكل أطفالك  ..فما هى إلا سويعات قليلة وتبدأ أحداث فرصتنا الأخيرة .. سويعات قليلة وسترين كيف أجتمع كل أبنائى  - استجابة لندائي – على قلب رجل واحد من هنا من مصر .
أسرعي وأفتحى المذياع ( الراديو )ستسمعين بأذنيك عواصمى العربية تعلن قرارها الحكيم الذى طال انتظاره سنوات وسنوات وهو .. مع بداية شهر رمضان الكريم لهذا العام  , تعلن العواصم العربية قرارها بإعلان الجهاد الكامل والشامل على كل قوى الشر فى منطقتنا العربية .. لم أصدق نفسى وهرولت إلى المذياع لأجد بالفعل كل العواصم العربية تعلن ما ذكرته السيدة العجوز والزائرة العزيزة .
قلت لها ماالذى حدث ؟ ما السر سيدتى ؟
قالت : سويعات قليلة حبيبتى ونصل إلى شهر رمضان , الشهر الذى يحمل كل ذكريات انتصاراتنا العظيمة  فهو الشهر الذى شهد غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام شهر بدر , وشهر اكتوبرالمجيد  73 .
تفحصتنى بنظرة عاتبة وقالت : ألا ترين المشهد العربى الحزين بداية من مأساة بلاد الرافدين حتى سوريا حتى ليبيا وصولاً إلى اليمن وفى القلب من كل هؤلاء أرضنا السليبة المنهوبة فلسطين .
نحن أمة المليار ويزيد لن نجد فرصة أفضل من هذه الأيام الكريمة فى هذا العام كى نثأر لكل شهداءنا وحقوقنا التى سلبت على يد الكيان المسموم الذى زرع فينا وبيننا غصباً وكرهاً كنبت شيطانى شديد المرار والمذاق .
قلت : ولكن أمتأكدة أمى أننا قادرون على فعلها الأن (الوحدة المنشودة ) ابتسمت ابتسامة تنم عن الأسى والألم وقالت : كم مر عليكم من أعوام وأنتم تؤجلون المواجهة بنيتي ..
قاطعتها .. المواجهة ليست بالمسألة الهينة أو   البسيطة ولابد من الإعداد  الجيد والاستعداد التام .
قالت :
- { وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } البقرة 190
-        { الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله وأعلموا أن الله مع المتقين } البقرة 194

قلت .. ولكن عدونا لم يعد هو العدو الظاهر للأسف أصبح لدينا العدو الخفي .
قالت : من أبنائى من هم أبناء النور لا تخدعهم قوة الأباطيل ولا يغرنهم تعدد الحيل والألاعيب السياسية البهلوانية التى تدبر فى ذاك البيت الأسود مصدر كل الشرور وتنفذ بأيدى أبناء الظلام من المغرر بهم الذين كفروا بالإيمان بقضايا أوطانهم .
وبينما نحن فى حالة أخذ ورد صمتنا معاً فى لحظة واحدة لصوت المذياع ( الراديو ) والمذيع يعلن .. نبأ عاجل .. قررت الأمانة لجامعة الدول العربية , خروج كل الوفود الدبلوماسية الممثلة للدول العربية  لديها وكل الجاليات عصر يوم السادس من يونيو للعام 2016 الموافق عصر الأول من رمضان إلى مقر ميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة لإعلان الوحدة العربية ( عسكرياً – اقتصادياً ) وجلب وعودة كل النازحين من أبناء الأمة المشردين فى عواصم العالم الغربي جراء الحروب والدمار الذى حل بأوطانهم بعد ثورات الربيع العربى المزعوم وإعادتهم إلى أوطانهم الأم .
عقدت الدهشة لساني ولكنها قفزت وصاحت رغم سنوات عمرها الكثيرة كما لو كانت شابة فى العشرين من العمر قائلة : الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .
قلت .. هذا أمر خطير .. كيف سنواجه الغرب لو قام علينا ؟
كيف سنواجه خطط الألعبان الأسود إذا أراد الانتقام ؟

قالت : ألم يعلمك أستاذك صاحب المثلث ذلك المجاهد الذى أوجعهم بفكره وجهاده لليوم .. أنه لابد من أن يكون لهذه الأمة دور الفاعل وليس المفعول به .. ألم يعلمك أنهم لا ينتهون عن نصب شباكهم لنا حتى لو جلسنا جميعاً فى سلام تام ظنناً منا أننا بعيدون عن سهامهم الموجهة إلينا لا محالة .. ألم يحدثك عن ثنائيتهم الخبيثة كى ينالوا منا وأنهم نصبوا شراكهم سيئة السمعة منذ اتفاقية سايكس بيكو الأولى والثانية .
قلت : نعم سيدتى أقدر كلامه وأجله ولكنني لم أتخيل أن نخطو هذه الخطوة الفاصلة بهذه السرعة الفائقة .
ضحكت ساخرة .. أية سرعة تتحدثين عنها بنيتي ..فأمتنا غارقة فى متاهات الجدال العقيم  والتيه الفكرى منذ عقود ويؤسفنى أيضاً أنها غرقت فى تيه أخر حول المظهرالشكلى  الدينى للمسلم وليس صحيح ولب الدين الصحيح الذى يحسن من سلوكيات وأطر حياة المسلم .
إذاً أين هى السرعة ؟ لقد ضيعتم من الوقت الكثير .. وها هى اللحظة قد حانت .. لا تضيعى الوقت فى الحديث والجدال بل أسرعي وتواصلي مع أطفالك الصغار كى لا تفوتهم هذه الوقفة العظيمة واجعليهم فى مقدمة الصفوف فهم القادم لا محالة بحول الله وقوته .. وقولي لهم إن أمكم المسنة ( و-ع ) تقول لكم الله أكبر قادمة .. ووقفتكم فى وسط ميدان التحرير فى 30-6-2016  هى البداية .
اليوم هى وقفة المطالبة بالوحدة وغداً القريب سيكون الذهاب لتحرير بيت المقدس لا محالة .
تمتمت بصوت خفيض.. القدس .. لقد كدنا ننساه وسط ما خلفته لنا ثورات الربيع العربى  المزعوم .. ردت بحسم وكأنها سمعت ما تمتمت به من كلمات , ألا زلتم تقولون ( ربيع عربى ) سموا الأشياء والأحداث بمسمياتها , علمي أطفالك الصغار أن هذه الثورات المشئومة ما هى إلا خطة تقسيم ملعونة دبرت بإحكام للاستيلاء على مقدرات الأوطان  وأنها  لم تجلب على أولادي سوى الخراب والدمار وتشتت صغارهم فى البلدان , وعلميهم أن مصر هى الصخرة الصلبة التى تحطمت عليها أطماع وأحلام الكيان الصهيو أمريكى الملعونة .. علميهم أن مصر هى قلب وضمير الإنسانية جمعاء , لذلك فشلت على أرضها مشاريع وأغراض الفوضى الخلاقة  ( الهدامة ) .
رددت وفى نفسى شيء من الألم والحسرة , ولكن فاتورة الفداء كانت باهظة أمى .. فقدنا أفضل شبابنا فى عمر الورود على الحدود , وواجهنا حروباً شرسة من الدسائس والمؤامرات والإعلام المغرض من الداخل والخارج   بشكل غير مسبوق , ونواجه حصاراً اقتصادياً بشكل أو بأخر كى يضيقون علينا الخناق بشكل غير معهود   .

قالت : اسمعي وافهمي كلامي وبالتالى انقليه لصغاري
مصر هى قلب الإنسانية وضميرها على مر تاريخها الطويل وكم من كتب وأشعار وأفكار دارت حول هذا المنحى , ولكن هذه حقيقة بنيتي { مصر بحكم تاريخها الممتد وذكرها فى قرآن يتلى  لقيام الساعة هى رمانة الميزان لهذا العالم شاء من شاء وأبى من أبى } .. ومكانتها وكينونتها تفرض عليها أن تكون ( المبادرة – الحارسة – المنقذة – المخلصة – المضحية ) فهذا هو دورها ويقيني منذ وقت بعيد ولا يزال أنها كانت ولاتزال هى أرض الخلاص للقضاء على قوى الشر المتربصة  بها وبأمتها لذلك أقول لك وكلى ثقة بل وأنا على يقين تام
اليوم وقفنا مطالبين بالوحدة  كشعوب من قلب ميدان التحرير وغداً   سنصلى فى ساحة    القدس مكبرين ومهللين .
هنا اختفت من امامى فأسرعت لمؤشر الراديو الخاص بى    فوجدت ما يبث هو البرامج العادية لا خبر عاجل ولا جاءنا البيان التالى .. قلت ربما كان التلفاز ولم يكن الراديو فوجدت بعض القنوات  الفضائية الإخبارية تبث مشاهد القتل والسحل لأطفال العراق وسوريا وليبيا واليمن , وقنواتنا المحلية تذيع -  آه لو لعبت يا زهر- أغنية المرحلة وأغاني – حلو يا حلو – استعداداً لاستقبال شهر الصيام .. فتمتمت بينى وبين نفسى .. إنها أمنيات الفرصة الأخيرة ..
القاهرة 5-6-2016  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق