رسائل
السيدة ( و-ع )
بقلم :
عزة أبو العز
حتى لا
ننسى ... هذه حقيقة إسرائيل
فى غمرة انشغالي
بمتابعة أحداث الحرائق على أرض الكيان الصهيونى على مواقع التواصل الإجتماعى
والبرامج الإخبارية على كثير من الفضائيات المصرية والعربية , وجدتها أمامى ويعلو
وجهها ملامح الهدوء والجدية
قالت :
مشغولة كعادتك بمتابعة الأحداث
قلت: وهل
هذه الأحداث بالأمر البسيط
ابتسمت بسخرية ثم قالت مررتم بما هو أجل وأفظع ولكن الفرق بينكم
وبينهم أنهم يروجون ويستثمرون كل ما يرسخ لتواجدهم الشيطاني البغيض
قالت: أتيتك اليوم كى تبلغي رسالتي الجديدة ليس فقط لأطفالك الصغار من
النشء الجميل ولكن لكل أبنائى من الشباب
فى كل أرجائي من المحيط للخليج .
بداية .. يجب ألا يخدعكم الكيان الصهيونى بقوله إسرائيل تحترق .. بل
هى أرض فلسطين المحتلة التى تئن تحت وطأة ظلمهم واحتلالهم منذ عشرات السنين ..كعادتهم
يروجون لأحداثهم وأكاذيبهم بآلتهم الإعلامية وأنتم العرب تنساقون وراء عواطفكم
وكأنكم حررتم القدس أو أنهيتم على هذا الكيان الصهيوني اللعين .
قاطعتها : معذرة أمى البعض سعيد لأن الله قد استجاب لدعوات الأمهات
ممن ذاقوا مرارة الفقد وعانوا من ممارسات البطش والتنكيل على يد هذا الزرع الشيطاني
فى جسد العرب العليل .
بلهجة
ساخرة .. من يضمن لنا أن تلك الحرائق ليست بفعل أيديهم أنفسهم كى ينفذوا مخططاتهم
فى زيادة رقعة المستوطنات على أرض فلسطين .
هل صدقوا
معنا يوماً فى أقوالهم أو أفعالهم ؟
أخبري
أطفالك أن اسرائيل هى من حرقت البشر والزرع والحجر على مدى تاريخها الطويل
قولى لهم أن اسرائيل هى عدونا الذى ذبح وقتل شيوخ ونساء وأطفال العرب
طوال فترة احتلالها للأراضي العربية منذ نكبة 48 ويجب ألا ننسى حقيقتها
فمنذ الإعلان عن قرار التقسيم رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر عام 1947
تفننت اسرائيل فى تهجير العرب , فقد كان يسكن فى المناطق التابعة للدولة اليهودية ما يزيد عن 243 ألف عربى فى 219 قرية
وأربع مدن هى { حيفا وطبريا وصفد وبيسان }
واستطاع الكيان الصهيوني أن يقوم بتهجير 239 ألف عربى وأخلى ودمر 180 قرية عربية ,
كما قام بتهجير سكان ثلاث مدن كبرى وهى {
صفد – طبريا- بيسان }فى الفترة منذ قرار التقسيم وحتى شهر يونيو 1948 , يجب ألا
تنسوا أن هذا الكيان الصهيوني هو من هجر ودمر 70 قرية بالكامل وقام بتهجير سكان
يافا وعكا بشكل كلى كما قام بتهجير جزء كبير جداً من سكان مدينتي اللد والرملة .
أما عن
تاريخهم الأسود ومذابحهم فى حق أطفال ونساء وشيوخ العرب هذا ما يجب أن تذكروا به
العالم كله , فيجب ألا ننسى ما فعلوه فى مذبحة بلدة الشيخ فى 31-12-1947
حيث
اقتحمت عصابات الهاغاناه قرية بلدة الشيخ ولاحقت المواطنين العزل وقضت المذبحة على
عدد كبير من النساء والأطفال وبلغت حصيلتها نحو 600 قتيل .
يجب أن ألا ينسى العالم المتعاطف مع اسرائيل أن هذا الكيان الشيطاني هو من قام بأبشع الجرائم فى مذبحة دير
ياسين فى 10-4-1948 فهل نسى العرب والعالم المتعاطف تلك الجريمة النكراء يوم أن
داهمت عصابات شتيرن والأرغون والهاغاناه قرية
دير ياسين المسالمة الواقعة غربي مدينة القدس وقتها بدأت المجزرة من الساعة
الثانية فجراً وحتى ظهر اليوم وتم فيها إبادة وقتل 360 فلسطينياً معظمهم من الشيوخ
والنساء والأطفال صيدهم الثمين المعتاد , فهل نسى العالم المتعاطف مذبحة قرية أبو
شوشة فى 14-5-1948 ؟
هل نسى
العالم المتعاطف مذبحة كفر قاسم فى 29-10-1956 ؟
هل نسى
العالم المتعاطف مذبحة خان يونس
بتاريخ 3-11-1956؟
هل نسى
العالم المتعاطف مذبحة المسجد الأقصى فى
8-10-1990؟
هل نسى
العالم المتعاطف مذبحة الحرم الإبراهيمي فى 25-2-1994؟
هل نسى العالم المتعاطف مذبحة مخيم جنين التى استمرت من 29-3 وحتى
9-4-2002 ؟هذا بعض من كثير من جرائم عدو اعتاد الاغتصاب لحقوق الغير واحترف
أعمال الحرق والدمار وتزييف الحقائق بمساندة
مجتمع دولي يكيل بمكيالين , وعالم عربى غارق فى بحار من التيه الفكرى والضعف
والتشتت اللعين .
اسرائيل تحترق ... والأصح بنيتي أرض فلسطين تحترق .. وسواء كان هذا
الحدث (بفعل فاعل أو بأيديهم أنفسهم أو
حتى بقدرة الله العلى القدير) كلى ثقة بنيتي أنهم سيحولون هذا الفعل كعادتهم لورقة
رابحة يلعبون بها فى الملعب السياسى الدولى , لذلك أتمنى أن يكون لكم دور على الصعيد العربى بعيداً
عن كلمات الشماتة والسخرية المستهلكة للوقت دون ردة فعل من الوزن الثقيل , تفاعلي
مع كل أطفالك وبلغي رسالتي للقاصي والداني بلغيها إلى كل القوى الناعمة فى العالم العربى ..
سجلوا كلماتكم بأحداث ووقائع موثقة عن جرائم هذا الكيان الدخيل وما أكثرها .كونوا
من الذكاء بأن تخرجوا من دائرة ردة الفعل
إلى دائرة الفعل السليم بدلوا كلمات السخرية والشماتة بمعلومات وافية عن بشاعة
الاحتلال وأفعاله منذ نكبة 1948 .
حتى لا ننسى .. ذكروا العالم المتعاطف بفتوى الحاخام الصهيونى عوفاديايوسيف التى حثت
الصهاينة على سرقة محصول الزيتون الفلسطيني
وجاء فيها { لولانا نحن – اليهود – لما نزل المطر ولولانا لما نبت الزرع – ولا
يعقل أن يأتينا المطر ويأخذ الأشرار –
الفلسطينيون – ثمار الزيتون ويصنعون منه الزيت } وكان من نتيجة تلك الفتوى أن بدأت
الهجمة الصهيونية على شجر الزيتون وتم تنظيم حملات لنقل أشجار الزيتون المعمرة
المعروفة بجودة انتاجها من أراضى الضفة الغربية إلى مزارع اسرائيلية داخل الأراضى
المحتلة ويتم تصدير زيتها على إنه زيت اسرائيلى من النوع الممتاز وإن لم يسرقها
جاء بجرافاته ليغتالها
حتى لا ننسى .. ذكروا العالم
المتعاطف أن أكثر من عشرة ملايين شجرة من أجود أنواع شجر الزيتون فى العالم فى خطر
على أرض الرسالات بفلسطين وبالتالى أضحى محصول الزيتون الذى يمثل 20% من الدخل الفلسطيني
فى خطر .
نبهوا العرب والعالم المتعاطف
أن أرض الديانات والمقدسات فى خطر , ألم يقسم الله عز وجل فى كتابه الكريم {
والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين } تلك الشجرة التى أقسم الله بها فى بداية سورة
التين ولا يقسم الله بشيء إلا لعظمته , نبهي العالم المتعاطف أن أقدم شجرة زيتون
فى العالم توجد فى تلال القدس الجنوبية المهددة دائماً بالاستيطان الاسرائيلى
والتى يبلغ عمرها أكثر من 5500 عاماً
قاطعتها
: كلماتك تحمل من المرارة الكثير سيدتى
قالت : لأنني لا أريد لأبناني الصغار أن ينسوا عدوهم الأبدي فهذه التى
تروج أنها تحترق حرقت وأبادت من قبل ولا تزال فى كل أرجاء وطنى العربى الذى عانى
مرارة الضعف والوهن والتشتت بعد ثورات الربيع العبري اللئيم وأنظرى حولك لحال
أطفال ليبيا وسوريا واليمن والعراق وفلسطين من المسؤول عن الأحوال التى أصبحوا
عليها , تذكروا الماضى والحاضر وأعلموا أن العدو الصهيونى لم يصدق معكم يوماً ولن
يصدق لذلك ذكروا العالم أن اسرائيل هى من كانت ولازالت حارقة البشر والزرع والحجر
.
27-11-2016القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق