بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، نوفمبر 29، 2017

مكان فى القلب بقلم // عزة أبو العز



مكان فى القلب
بقلم : عزة أبو العز
للأماكن بصمات فى القلب كما لبعض البشر ومن الأماكن التى تركت بصمتها فى قلبى  محافظة شمال سيناء التى تخوض حرباً شرسة الأن بين قواتنا المسلحة المصرية الباسلة ورجال الشرطة الشرفاء  وبين قوى الشر المتعددة من مرتزقة الدولار ومشوشي  العقيدة والأفكار وأجهزة استخبارات ترغب فى هدم الكيان العربى الوحيد الصامد  للآن بفضل الله أولاً ثم بفضل جنودها وشرطتها وشعبها الأوفياء .
خدمني عملي الصحفى  فى الماضى فى الذهاب إلى محافظة شمال سيناء  عدة مرات أعوام { 99,98,97} لتغطية بعض فعاليات المحافظة ,  وكان شعوري مختلفاً ومبهجاً ويشوبه نوع من  الإجلال لهذه المساحة المقدسة من أرض مصر الكنانة , فكان كافياً بالنسبة لى أن أشعر أننى أسير على أول بقعة دخل منها القائد  الإسلامي الفاتح  عمرو بن العاص لتشرق بقدومه أنوار الإسلام على  مصر كلها كان كافياً لأن أطير فرحاً فيها كما كان لدى إحساساًبالفخر والاعتزاز بمصريتي لإدراكي أننى فى أعز وأغلى قطعة من أرض مصر مرتوية بدم شهداء الوطن وخيرة رجاله فى حرب العزة والفخار أكتوبر 1973م ولعلمي بأهمية سيناء عموماً شمالها وجنوبها كما علمونا فى دروس التاريخ بأن أهمية سيناء فى خطورة موقعها لأنها بوابة مصر الشرقية فى قارة أسيا وملتقى القارتين الأفريقية والأسيوية إضافة إلى إدراكي الكامل لأهميتها الحربية خلال فترات الحروب العربية الإسرائيلية فى أعوام { 48, 56, 67, 73م} .
والحادث الإرهابى الآثم الذى وقع ظهيرة الجمعة 24 نوفمبر 2017 فى مسجد الروضة ببئر العبد جعلني أتذكر يوم أن زرت نقطة رفح الحدودية بصحبة وفد من مجلس الشورى المصرى    وتملكنى شعور لا يوصف أنذاك فأنا أقف على بعد أمتار بسيطة من الكيان الصهيونى المغتصب , أقف على أرضى المصرية ويرفرف فوق رأسى علم بلادى عالياً ساطعاً على النقطة الحدودية فسرحت قليلاً فى كم التضحيات الكبيرة التى بذلها جنود مصر حراس الوطن كى يرفرف هذا العلم العزيز وأقف تحت مظلته فى أمان كامل , وأيقنت منذ تلك اللحظة أن لكل أسرة مصرية حق فى سيناء الحبيبة ولسيناء حق أصيل على كل أسرة مصرية .
تذكرت العريش مدينة الفرح والمهرجانات التى حضرت بها مهرجان الهجن فى عام 1997م تذكرت كيف يرقص الجمل على المضمار فتبتهج لرقصته العريش كلها , وتعد مهرجانات الهجن من أميز المهرجانات الرياضية والتى بدأت فى العريش عام 1992م حيث أنطلق أول مهرجان للهجن فى سيناء .. كما تضم العريش على أرضها نادى الهجن الرياضى       المصرى وهو أول ناد نوعى فى الجمهورية لسباقات الهجن , تذكرت المعلومات التى     عرفتها من المسؤولين فى العريش عن سباقات الهجن وكيف أنها بدأت فى الحسنة ثم فى بئر العبد التى شهدت أرضها الجريمة الإرهابية النكراء .
تذكرت العريش فى أحلى أشكالها يوم أن حضرت الحفل الغنائى الذى قدمته فرقة قصر ثقافة العريش بمصاحبة مطرب سيناء الشهير  حميد إبراهيم , تذكرت ناس العريش بكل طيبتهم وثقافتهم الغزيرة خاصة التى تخص الإبل التى كانت دليلاً على الوجاهة والغنى  بين القبائل العربية  وكيف أن الإبل تسببت فى حرب البسوس  التى استمرت أربعين عاماً ولأهمية الإبل فى حياة ابن الصحراء أفرد لها قضاءً   خاصاً يسمى قضاء الزيادى يفرض فيه   غرامات باهظة على كل من يتعرض للإبل بالسرقة أو النهب ,  والحالة الوحيدة التى يسمح فيها للرجل بأن يستخدم إبل غيره دون إذنه هى نجدة الملهوف .  
هذا الحادث الإرهابى الخسيس ومعاناة أهالي الضحايا الأبرياء جعلني أتذكر الدور البطولي لأهالي سيناء فى حرب اكتوبر 73 وكيف كانت تقوم الإبل بنقل الذخيرة والمواد التموينية   للجنود وساهمت فى نقل المعدات الحربية دون أن يشعر العدو الصهيونى فأيقنت أن أهالي سيناء اليوم هم  أبناء وأحفاد بدو سيناء أكتوبر 73 لن تنال من عزيمتهم  تلك الأعمال الدنيئة وأنهم قادرون على  المواجهة مع الجيش المصرى وستكون نهاية الأندال بمشيئة الرحمن .
رأيت عبر التلفاز وشبكات التواصل الاجتماعي لوعة وحرقة قلب سيدات بئر العبد لفقد الأعزاء فتذكرت تلك الوجوه الجميلة والأزياء السيناوية بالغة الروعة والجمال تذكرت الدور الايجابي للمرأة السيناوية  سواء فى الحضر أو الريف الصحراوي .. وحوار تى الصحفية معهن حول الأمل فى مستقبل أفضل وإحساسهن العالى بقيمة مصر الأم وتعليمهن الأبناء حكايات البطولة والانتماء .
تذكرت العريش التى تزينها السماء الصافية والمناظر الطبيعية الخلابة والمياه البديعة والطقس الرائع  والمساحات الرهيبة من الصحراء التى تسطع رمالها كسلاسل الذهب تحت شمس الظهيرة فى فضاء الصحراء .
تذكرت غنى هذه المحافظة الحدودية  بمواردها الطبيعية من { مواد خام صناعية ورمل الزجاج النقي والحجر الجيري والطفلة وخامات صناعة الأسمنت بالإضافة لوجود بيئتين سياحيتين هما البيئة الساحلية فى الشمال والبيئة الصحراوية   فى الجنوب }  فأدركت لماذا هى مطمع خوارج العصر ؟  وأصحاب المطامع وعدو صهيوني كان ولا زال يحلم بالسطو على أرض الأنبياء ولكن يقيني وتاريخي وديني قد حسموا الأمر منذ أمد بعيد  فمهد الديانات وأرض الرسالات لن تحيا إلا فى ظل الوطن الأم  مرفوعة الهامة والمكانة ومهما تكالبوا وتفننوا وتلونوا فسيناء مصرية وستظل مصرية وما يحدث على أرضها الأن هو ضريبة الدفاع عن الأوطان صاحبة الحضارات العريقة والتاريخ العظيم .
ولا يمكن أن تمر العريش فى مخيلتي دون أن أذكر الفنان والصديق العزيز فنان سيناء الكبير مصطفى بكير الذى دارت بينى وبينه حوارات كثيرة  فى أكثر من لقاء عن سيناء الحبيبة وبطولة أبنائها والحركة التشكيلية فيها  وهو نفسه تشكيلى عاشق  لحبات رمالها والذي سجل بفرشاته قصة دخول   عمرو بن العاص إلى سيناء ومنها عبوراً  إلى مصر ,   فقد صور جنود عمرو القائد الفاتح  فى ثلاث من اللوحات الفنية الجميلة كما كانت رحلة عطائه التشكيلية فى مجملها عن سيناء بكل ما فيها ومن فيها   أهالي سيناء أقوياء عاصروا الحروب ولديهم خبرة وحكمة رجل الصحراء ويعلمون جيداً أهمية وخطورة موقع سيناء الذى جعلها مطمعاً من قبل جهات عديدة لذلك ثقتي  كبيرة أنهم أوفياء أقوياء ولن تنال من عزيمتهم حوادث الإرهاب البغيضة.
وستظل شمال سيناء بالنسبة لى ولهم تمثل حيزاً مكانياً وزمانياً شاهد على تاريخ مصر حديثاً وعبر العصور وسيظل لسيناء الحبيبة  دائماً وأبداً.. { مكان فى القلب }
القاهرة 27-11-2017م



الأحد، نوفمبر 26، 2017

ذكريات برائحة الموت بقلم // عزة أبو العز




ذكريات برائحة الموت
بقلم : عزة أبو العز
عندما أشاهد صور شهداء الوطن سواء من رجال الجيش أو الشرطة البواسل أومن المدنيين العزل الأبرياء بعد أية عملية إرهابية خسيسة تتم بأيدى تجار الدم والدين  تستدعى ذاكرتي على الفور مناظر ورائحة الموت جراء الحوادث الإرهابية  فى صعيد مصر فى التسعينيات .
نعم للموت رائحة بيد الغدر تزكم الأنوف وتخلع القلوب من مكانها وتهز أصحاب الضمائر الحية على اختلاف وتعدد مشاربهم ورؤاهم الفكرية والثقافية .
بدأت رحلة الموت من مقر الحديقة الثقافية بالسيدة زينب فى صباح الأربعاء الموافق 12-3-1997م كصحفية مصرية على يقين تام أنه من واجبي أن أكون ضمن أعضاء القافلة  الثقافية أنذاك كى أذهب إلى مكان الحدث الذى أهتزت له مشاعر كل مصرى لأن الاعتداء الإرهابي وقع داخل إحدى دور العبادة وهى كنيسة مارى جرجس بأبي  قرقاص بمحافظة المنيا فى 12فبراير عام 1997م .
كان هدف القافلة الثقافية هو الذهاب إلى محافظة المنيا  من أجل أن ينعم طفل الصعيد البعيد عن خدمات العاصمة الثقافية بقدر من حقه فى مشاهدة كافة وسائل  التثقيف من { معرض للكتاب وفن تشكيلى و مسرح وسينما واطلاع على طرق تشغيل الكمبيوتر والتخفيف عن الصغار من هول حادثة إرهابية كانت مستغربة ومستهجنة فى وقتها }ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى تذهب فيها القافلة إلى صعيد مصر بل سبقتها مرات للأفراد أنفسهم وبالرغم من انضمامي إليهم كفرد من أفراد القافلة شكلاً وتمويهاً إلا أن هدفي من الذهاب كان من أجل عمل تحقيق صحفي ومقابلة أسر الضحايا وتم لى ما أردت ونشر التحقيق فى مجلة حواء المصرية العدد 2115 فى 5 ابريل 1997م وكان إنفراداً صحفياً أفرد له 4 صفحات من صفحات العدد خاطرت فيه بحياتي من أجل البحث عن الحق والحقيقة والسؤال الذى كان يشغل عقلى فى ذاك الوقت .. كيف يقتل من يعبد الله فى بيت الله .. وبأي ذنب ؟ ولم أكن أعلم أن الأعوام ستمر لنصل إلى العام 2017 فى يوم من أجل أيام الله عند المسلمين وهو يوم الجمعة 24نوفمبر كى يلح السؤال نفسه على عقلى .. كيف يقتل من يعبد الله فى بيت الله بدون ذنب ؟ ومثلما كانت رحلة الموت هذه هى الأولى التى سافرت فيها إلى المنيا وقراها كانت أيضاً هى المرة الأولى بالنسبة لى التى أقترب فيها من الموت وشممت رائحته وتألمت نفسى لحال أسر الضحايا  فطقوس الموت فى صعيد مصر مهيبة والحزن لدى ناسه معتق كما هى سنوات حضارتهم العريقة كنت أعجز عن الكلام فى حضرة صمت الأمهات المكلومات وصيحات النائحات , لم أكن أعلم أن تلك الرحلة العجيبة سوف تلازمنى ذكرياتها الحزينة الكئيبة ما بقى من عمرى , لم أكن أعلم أن تلك المشاعر الحزينة سوف تتكرر و تعانى منها أمهات وأسر كثيرة فى وطنى , وكما يقال كل تجربة تأخذ منا وتعطينا أعترف أننى تعلمت الكثير من هذه الرحلة الأليمة تعلمت أن مصيبة الموت  كبيرة و جليلة وبالأخص لدى البسطاء من أبناء  هذا الشعب الطيب من يمثلون ملح الأرض ويعيشون على هامش الحياة وليس تحت أضوائها , تعلمت ورأيت ولمست بنفسي رؤيا العين أنه فقط على أرض مصر الطيبة وفى جنوبها حيث الأصالة والتاريخ وعظمة إرث الأجداد يوجد نوع من البشر  متفرد فى الصفات والخصائص ملتحم وقت الشدة والمصائب وجدت المواطن { مصرى } بامتياز فلم ولن أنسى ما حييت تلك الوجوه المصرية سواء مسلمة أو مسيحية التى خيم الحزن على ملامحهم وبيوتهم فبدوا لى جميعاً كأنهم شخص واحد مهموم مكسور مكلوم ولكن عقيدته الراسخة أنه مصرى وسلاح الفتنة الطائفية لمن أرادوها لم ولن يكون ذا مفعول فعجبت من صلابة إراداتهم رغم الدموع الغزيرة فى العيون .
·        لم ولن أنسى لقائي بالأب مكاريوس يوسف المسؤؤل عن كنيسة مارى جرجس الذى قال لى : نحن فى رباط دائم وسوف يظل حب مصر جامعاً لوحدتنا ووطنيتنا , لم ولن أنسى منظر القاعة الكبرى وبها كثير من أثار الدماء وطلقات الرصاص ومع ذلك وجدت حركة دائمة من المصلين مما دفعني لسؤاله عن رد فعل الناس تجاه  الذهاب لحضور الاجتماعات داخل الكنيسة بعد الحادث  .
·        فرد : لا يوجد  شيء فى الكون يجعلنا نخاف كما ان كلمة { لا تخف } ذكرت فى الكتاب المقدس ( 366) مرة ولدينا آية صريحة تقول { لا تخافوا   من الذين يقتلون الجسد } .
·        لم ولن أنسى كلمات السيدة المصرية البسيطة أم صموئيل وكانت سيدة مسنة تفترش الأرض ملفوفة بالسواد وبجوارها بعض السيدات يرددن عبارات الرثاء فجلست بجوارها وبالكاد أسمع صوتها وبالرغم من بساطتها وحزنها العميق إلا أنها كانت سيدة حكيمة نظرت لى نظرة كلها تعجب واستغاثة ملهوف قائلة : ابنى لا يعرف سوى الزرع والحصاد كان يرعى بذرة الخير فى أرضه وأثناء هروب الجناة أطلقوا عليه النار فمات ابنى كان يزرع ويحصد ويأكل من عرق جبينه  أما هؤلاء القتلة فكيف يأكلون وأين يعيشون وبأي دين يدينون ؟
·        لملمت أوراقي وشتات نفسى بعد أن شاهدت وسمعت وتعايشت على مدى عدة أيام من 12 إلى 16 – 3 - 1997م  مع ضحايا لحادث إرهابي بغيض فى صعيد مصر  وكانت المرة الأولى التى أشاهد فيها البشر  والحجر والشجر  فى حالة من الحداد معاً .
·         

وها هى الأعوام تمر ويطل علينا الإرهاب اللعين ما بين فترة وأخرى كى يقتل عباد الله فى بيت الله بكل خسة وندالة وبدون حرمة لبيوت العبادة .. وما شهدته محافظة شمال سيناء فى بئر العبد من جريمة نكراء فى مسجد الروضة يؤكد أن الإرهابي لا دين ولا وطن له  وكما قالت السيدة المصرية البسيطة لى عقب أحداث إرهاب المنيا فى عام 1997 م  ابنى يزرع ويحصد ويأكل من زرع يده أما الجناة من أين يأكلون وأين يعيشون وبأي دين يدينون ؟
أظن سيدتى الحكيمة  المكلمومة وجدت رداً على سؤالك ومعضلتك بعد فقدك لفلذة كبدك  بعد كل هذه السنوات الطويلة .. هم يأكلون  من يد من يدفع أكثر .. ويعيشون كخفافيش الظلام لا يظهرون إلا لتنفيذ جرائمهم النكراء .. ولا دين لهم فقط هم أداة ومعول هدم فى يد أعداء مصر ونسي الجبناء أن مصر صامدة وستظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .




الثلاثاء، نوفمبر 21، 2017

أين حق أطفال العرب فى الحياة ؟



رسائل السيدة ( و-ع )
أين حق أطفال العرب فى الحياة ؟
بقلم : عزة أبو العز
أتتني وبلهجة أمرية على غير عادتها .. قالت : هيا إنهضى  وأتبعينى أنت وكل أطفالك الصغار .
قلت لها : إلى أين سيدتى ؟  واليوم عيد أطفالى , ظننت قدومك كى تباركى نجاح أطفالى لقد أصبحوا أكثر تميزاً وعطاءً وإبداعاً وأكثر وعياً لرسائلك .
بنظرة متفحصة قالت : أطلب منك دعوتهم لأنهم الأكثر أمناً وأماناً بفضل الله أولاً وبفضل هؤلاء الجنود البواسل على الحدود  وبفضل من فاضت  أرواحهم وصعدت إلى رب الوجود .
قلت لها : سيسعدون برؤيتك ولكن إلى أين تودين أن نلحق بك ؟
قالت : أمام ذاك الكيان الواهن حيث الميدان  الشهير .
أدركت مغزى كلامها وتملكنى الخوف للحظة .. فعلمت بفطنتها ما دار فى رأسى وقالت : هل تخشين على نفسك  أم  على الصغار ؟
صمت وصمتت برهة ثم قالت : إذا دخل الخوف قلبك فلن تحملى رسالتى  إليهم .. هل نسيت العهد والوعد ؟ اخترتك كى تربى  فيهم  ألف أسامه وألف خالد , كى تخرجى من بينهم ألف زعيم وقائد .. أريد منهم شجاعة عمر وصبر المختار .
قلت لها : وما الذى سيفعله هؤلاء الصغار ؟
قالت : وكأنك نسيت اتفاقنا على أن نربيهم ونخاطبهم مخاطبة الكبار .. أريد منهم أن يطلقوا صرخة الحق فى وجه كل الكيانات   الدولية وأن ينبهوا من يسكنون هذا المبنى العتيق المطل على ميدانكم الشهير لعل وعسى يسمع حكام العرب والعالم لأصواتهم البريئة وصرختهم المدوية  بالسؤال  عن حق أطفال العرب فى الحياة .
أتركي الخوف عليهم جانباً وفكري بعقل إمرأة واعية وضمير إنسانة , فإذا صمتنا أمام ما حدث ولا يزال لأطفال العرب فى { سوريا وليبيا وفلسطين والعراق واليمن }من قتل وتشتت للأنفس ودمار وخراب للديار .. بالله عليك هل نستحق الحياة ؟ 
هل شاهد أطفالك الصغار جرائم العدو الصهيونى وجيشه المغوار الذى لا يشعر بالأمان إلا وهو مستأسد فقط     على الأطفال والنساء ؟.. هل شاهدوا براعتهم فى إثبات القوة الغاشمة بقصف البيوت الآمنة وقتل الأطفال الأبرياء عبر شاشات التلفاز ؟ .. هل شاهدوا حرق أغصان الزيتون فى فلسطين كما فعلوا من قبل مرات ومرات ؟ .. وعودي بالذاكرة للوراء { ما ذنب أطفال بحر البقر ودير ياسين وأطفال مخيم جنين وأطفال قانا فى لبنان } إن ما تفعله جيوش الاحتلال سواء فى فلسطين والعراق أو أتباع الفرس والصهاينة والأمريكان   فى بلاد العرب ما هو إلا مسلسلاً دموياً قبيحاً دائم التكرار لإبادة البراءة فى عيون الأطفال الصغار تحت سمع وبصر العالم أجمع فياللخزى والعار .
قولى لأطفالك الصغار أن يسألوا حكام العرب والعالم باسم شهداء  البراءة التى تم   إغتيالها والتمثيل بأحلامها .
-         هل فكرتم فى وضع الطفل الفلسطينى فى المخيمات وما يعانيه فيها منذ سنوات من بؤس وفقر وافتقاد لأبسط الحقوق  المعيشية والإنسانية ؟
-         هل فكرتم فى كل ما فعله جيش الاحتلال من جرائم قتل وسلب واغتصاب .. ومجازر للبشر والأرض والحجر ذبحوا من خلالها الحياة ويحاولون الأن أن يذبحوا  الذاكرة والانتماء بموت الأطفال الأبرياء ؟
-         علمي أطفالك الأذكياء أن يسألوا الساده الكبار .. إذا كان الطفل له كل الحقوق من قبل اتفاقيات الأمم المتحدة ..ألم تركز الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الدورة الاستثنائية الخاصة بالأطفال فى مايو 2002 على ضرورة الاهتمام بإحراز التقدم فى مجالات الرعاية بهم والاستثمار فى طفولتهم كأساس لبناء عالم يسوده السلام .
-         ألم تذكر اليونيسيف أن مبادئ الاتفاقية الأساسية الأربعة تتلخص فى { عدم التمييز – تضافر الجهود من أجل المصلحة الفضلى للطفل – والحق فى الحياة والحق فى البقاء – والحق فى النماء – وحق احترام رأى الطفل } .
-         أين نحن من هذه التشريعات الأن ؟ وأطفال العرب ضاعت حقوقهم حتى فى الحياة .
قاطعتها .. هوني عليك أمى فلم أجدك بهذا الغضب والحزن من قبل  .
ردت بحشرجة صوتها الواهن .. لقد سلبوا أطفال العرب حقهم فى الحياة والبقاء والنماء .
ورسالتي إلى أطفالك الصغار بل إلى كل العالم الذى يكيل بمكيالين تجاه شرقنا الغارق فى مشكلاته وغربه الصانع والمصدر لما نحن فيه من كثير من الأزمات .. كما أوجه كلامى لكل مندهش ومشفق وشاجب ورافض لصور قتل وتشويه أطفال العرب الأبرياء .
اعلموا أن جرائم { الفرس والصهاينة والأمريكان  } ليست الأولى ولن تكون الأخيرة .. أتعلمون لماذا ؟
لأننا ما زلنا نندهش من قسوة الأعداء ونفترض فيهم حسن الأداء علماً بأن عدونا يتفنن فى الأداء كى تكون الصورة أكثر اندهاشاً وثرثرة وشداً وجذباً دون جدوى , وسيظل هو العدو الفاعل ونحن فى خانة المتفرج المندهش لموت الأبرياء.
قاطعتها قائلة : ألهذا الحد الصورة مظلمة ونحن من تعودنا أن نأخذ من حكمتك دروباً للأمل والعطاء .
صمتت قليلاً ثم همست : سحقاً لعالم ظالم تقتل فيه البراءة , ويحرق فيه غصن الزيتون أمام مرأى ومسمع  من السادة الكبار  العظماء .
القاهرة 8-11-2017