صرخة الحق
بقلم / عزة أبو العز
أتتني مسرعة ويبدو عليها الانزعاج الشديد .. رحبت بها ودعوتها للجلوس
فأبت .
وقالت غاضبة : لم تعد تجدي الرسائل الهادئة
قلت :
لماذا أمى ؟ فالكل متفاعل مع رسائلك وأصبحوا ينتظرون جديد ما لديك كى تنيرين لنا
الطريق فى زمن عز فيه الصدق ونصيحة الصديق .
قالت : كم من رسائلي قمت بإبلاغها .. فهل تغير شيء لديكم ؟
بخجل
أجبت : الموقف جد خطير والأمور فى تعقيد شديد وكل أبنائك كما ترين فى شتات وفرقة
.. وأوطانك ممزقة الأركان .. أعلم أنك قد نصحت بالكثير ولكن بالله عليك .. قولى لى
كيف يكون التغيير ؟
صمتت وتفحصتني
بعين خبير وقالت : هل تعملين من أين أنا أتيت إليك ؟
قلت نعم : من رحاب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى أله وصحابته
إلى يوم الدين .
قالت : وهذا بيت القصيد وسبب حزني وغمى .. أخبرتك من قبل أنك ستجديني
فى أكثر المناطق إلتهاباً فى كل بلدانى من المحيط للخليج ولكن يعز على نفسى أن
أكون بجوار ضريح المصطفى بعد ان وصلت يد الإرهاب الأسود لمحيط مسجده الشريف .
قاطعتها قائلة : أبلغت رسائلك للجميع حكام ومحكومين وللنشء الصغير
والكل غاضب لما ألت إليه الأمور وحزين .
صرخت فى : لأنكم ضيعتم من الوقت الكثير .
حددوا عدوكم .. وانفضوا غبار الجهل والفقر والمرض عن بلدانكم ..اعلموا
الفروق الواضحة بين إرادات الشعوب الحقيقية وإرادة أراذل الشعوب ممن رسموا حدود
الفرقة الخبيثة التى تمكنت من أفكاركم وعقولكم .. واشرحوا لشعوبكم كيف دست أسباب
الفرقة بينكم ؟قولى للطيبين من أبنائى .. لم تعد المعادلة حاكم يحكم اختير بإرادة
شعبية .. فثالوث الشر { الصهاينة – الفرس – الأمريكان } يدبرون ويخططون وينفذون كى
تضيق الدائرة على من يحكمون وتغلق عليكم أنتم .. وهنا لا معنى لاختيار حر ولا لرأى
حر .
فالمقدمات كلها تؤدى إلى نتيجة واحدة وهى أن تكونوا أنتم كل أبنائى فى
كل أوطاني العنصر الأضعف لا مفر .
قاطعتها
: حاولت بكل جد واجتهاد أن أنفذ كل نصائحك فى رسائلك على أطفالى الصغار ولكنى فى
النهاية فرد ولست صانعة قرار .
بسخرية واضحة قالت : لم يعد لدينا رفاهية الوقت أيتها الابنة الحبيبة
..وهؤلاء الصغار يجب أن يخاطبوا خطاب الكبار .. ويعلموا أن عدونا واضح للعيان ..
وأن حروبنا معه لم تعد مقابلة على أرض الميدان ..فميادين الحرب أصبحت عديدة { غزو
فكرى – أفكار دينية مغلوطة – فتوى بقتل وحرق بغير حق – أراء وتحليلات لأصحاب قادة جماعات الفرقة والرأي } مكلمة ليل نهار أختلط فيها الحابل بالنابل
لذا وجبت الآن ( صرخة الحق ) .
قلت : صرخة الحق .. أجابت نعم .. صرخة الحق هى أن تسموا الأشياء
بمسمياتها .. أن تعلموا أولادكم من العدو .. أن تكتبوا التاريخ بقلم الحقيقة دونما
زيف أو تبديل كل يؤرخ له ما له وما عليه .. لا تزيفوا التاريخ حتى لا تشوهوا أفكار
ووجدان أطفالكم .
علموا صغاركم أن من يدافعون عن شرف
تراب الأوطان هم الشهداء وأن من يحكمون بمساندة الأعداء هم الخونة والجبناء
.
وليعلم الجميع- حكام ومحكومين – إن لم تنتبهوا لصرختي ولكلمات الحق فى
كتاب الله الكريم .. ما جدوى حياتكم وعيشتكم بين مطرقة مؤامرات العدو وسندان زيف
وكذب قادة جماعات الفرقة وتشتت الرأى .
يقولون لكم أننا أضعف من الغرب .. كذب وافتراء وحقد
نحن أمة
الاسلام قاربنا ال2 مليار .. أى من حيث العدد لنا الغلبة بلا جدال .
سيقولون .. نحن مشتتون .. مأزومون .. محاصرون
ردى عليهم .. ازرعوا وانثروا بذور الخير فى الصحراء ..اعدلوا بين البشر كى تنزل عليكم نسائم
ورحمات عدل السماء .
اطلقوها مدوية( صرخة الحق )
إلا مقدساتنا وقبر نبينا سترهبون بها جميع الأعداء .
تخلوا عن أشكال ديمقراطيتهم الزائفة .. فقد أثبت التاريخ أنهم يصنعون
لنا الفخاخ ويذبحون أطفال ونساء العرب الأبرياء ثم يظهرون أمام الكاميرات ليعتذروا
ببعض الكلمات –مجرد كلمات -كى يصدروا لنا صورة منمقة زائفة كذوبة بكل دم بارد
ووجوه كالحة لا أدب فيها ولا حياء .
حاسبوهم على جرائمهم فى حق أطفال { بحر البقر – وجنين – وقانا وأطفال
العراق وسوريا وليبيا } ودوا عشهم التى صنعوها وصدروها لتجلب الخراب والدمار وتدنس
أرض الأنبياء فى سيناء
طالبوا بمحاربة رءوس الإرهاب وراعيه ولا تكتفوا بالتنديد والشجب
لمنفذيه .
هم يرفعون شعار دائم فى وجه كل من يكشفهم - محاربة ومعاداة السامية –
كغطاء لكل تصرفاتهم اللاإنسانية , ونحن يجب أن نرفع فى وجوههم شعار - داعش وأخواتها صناعة أمريكية من اجل القضاء
والاستيلاء على مقدرات الأمة الاسلامية .
اعلنوها يا بنيتي صرخة مدوية ..
فكيف لأمة أسست على الحق والتقوى على يد نبيها الكريم وصحابته الكرام
من الخلفاء الراشدين وبلغت فتوحاتها من أقصى المعمورة إلى أقصاها .. كيف لهذه الأمة
التى جاء نبيها الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين رحمة للعالمين .. أن يبلغ بها
الحال لما ألت إليه الآن .. حتى وصل الحال بأحد السفهاء تفجير نفسه فى محيط صاحب
المقام الشريف عليه أفضل الصلاة والسلام ؟
قلت لها .. سأبلغ صرختك سيدتى (و-ع) ولكنى لا أملك سوى قلمي وعملي مع
أطفالى النشء الصغير وأعدك سيدتى أن يظل هذا القلم حراً يردد ويعبر عن رسائلك لكل
أطفالى لعل وعسى يكون من بينهم من يصرخ صرخة الحق فى وجه أراء الباطل دونما خوف أو
تردد أو خذلان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق