بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، مايو 23، 2016

دعوة للفكر === بقلم / عزة أبو العز



دعوة للفكر----  بقلم / عزة أبو العز
حوارا لغرب حوار فاقد للأهلية -------- والأسباب هي ؟

أدعوكم أحبتي للاطلاع والتفكر والتدبر في حوار الكبار كل من الدكتور محمد حسن كامل المفكر والكاتب الموسوعي العالمى والكاتب والناقد الكبير السيد إبراهيم أحمد عبر صفحات اتحاد الكتاب والمثقفين العرب حيث يتزين الاتحاد بواحد من أهم الأعمال الفكرية والأدبية وهو ( تجربتي في بلاد الجن والملائكة ) هذا الحوار العصري المستنير الذي صاغه بعناية ناقد ذو بصيرة وخبرة وفكر تجاه رجل يمثل في حد ذاته حالة فكرية وأدبية ثرية وشديدة الخصوصية
ورؤيتي المتواضعة أن أجمل ما في هذا الحوار أنه يمنحنا خلاصة التجربة بكل ما تحتويه من : ( خبرة – متعة فكرية وأدبية – وتعدد الثقافات – وتشعب المناحي )
بالإضافة لبراعة المحاور في طرح الأسئلة وثقافته التي وضحت جلية في استشهاده ببعض المواقف والمقولات والدراسات لآخرين سواء كانوا من الكتاب والمثقفين العرب أم من الغربيين .
والعنصر الذي أتعرض له الآن من الحوار الممتد هو عنصر مفهوم الحوار .
لقد استطاع السيد إبراهيم أحمد الباحث الدءوب المفتش عن كل ما يدور في جعبة المتحاور معه , أن يشرح لنا منطقة في غاية الأهمية لدى المتحاور معه الشخصية المصرية العربية الإسلامية التي لم تتأثر بوجودها الطويل بحكم السكن والوظيفة داخل بلاد الجن والملائكة ألا وهو الدكتور محمد حسن كامل .
الرجل الذي علم فكر الغرب وخفاياه وتحاور مع الكثيرين من الغربيين ولكنه ظل منتمياً قلباً وقالباً إلى ثقافته وحضارته الإسلامية الراسخة في التمدن والرقى على أعلى مستوى , وقد استطاع المحاور أن يعطينا ملمحاً رائعاً عن شخصية المتحاور معه وهو حرصه الدائم على الحوار مع الأخر منذ صباه ليشكل الحوار بعد ذلك منهج فكر وأسلوب حياة عند الدكتور محمد حسن كامل , من خلال زيادته لأسلوب ومدرسة العصف الذهني , فالرجل يباغتنا بأسئلة غاية في القوة والجرأة والشجاعة ليتركنا فى ساحة الإجابة وحدنا كي يدلى كل منا بدلوه في مضماره الفكري والفلسفي ويشكل هذا نوعا من الحوار الراقي المختلف كما تعودتاه منه من أشكال الحوار .
فعندما يطرح السؤال وينتظر أن يدلى القارئ برأيه فهو بذلك صاحب نظرية رائعة لتقبل الاخرأياً كانت اختلافاته أو خلافاته مع صاحب السؤال وهذا ما يفعله الدكتور محمد حسن كامل مع قراءه وأبرزه المحاور السيد إبراهيم أحمد أيضاً .
ثم ينقلنا المحاور إلى ميزة أخرى من ميزات الرجل المتعددة وهى عدم تبنيه لأية مرجعيات غربية رغم تواجده وسطهم ومعايشته لهم إلا أنه ظل الكاتب والمفكر العربي شديد الصلة بتراثه العربي الاسلامى وظل محباً وطوافاً بين ربوع وروافد الثقافة الإسلامية ولم تأت حميمية العلاقة بين المفكر والثقافة الإسلامية من فراغ , بل نتجت بعد رحلة طويلة من ( العشق – العلم – التفكر – التدبر والتأمل ) شرحها وأوجزها المحاور ببراعة تامة .
فقد حدد مثلث الحوار في فكر الدكتور محمد حسن كامل في ( الحوار مع الله – ومع المجتمع – ومع النفس ) وأعتقد أن هذا المثلث يعد قمة في الروعة نظرا لما يحتويه كل عنصر من مساحات كبيرة تستحق أن نفرد لها حلقات من النقاش ولا يقل أي عنصر منهم عن الأخر .
فمن منا لايحتاج إلى هذه الأنواع الثلاثة من الحوار / مع الله – مع النفس – مع المجتمع / فلو استطعنا أن نتحاور بهذا الشكل لازدادت مساحة الفهم والتدبر وتقبل الأخر بيننا بل وتقبل أنفسنا أيضاً .
ويوضح المحاور الرائع السيد إبراهيم أحمد منهج المتحاور معه الأكثر من رائع الدكتور محمد حسن كامل في الحوار .
ألا وهو ( المنهج القرانى ) شارحاً قيمة الحوار القرانى في فكر الرجل ومستدلاً على أشكال الحوا المتعددة ر في القرآن الكريم .
ونأتي للجزئية الأهم وإن كنت أرى أن كل العناصر السابقة غاية في الأهمية لما تفتحه أمام أعيننا من مساحات رائعة للفكر والحوار ألا وهى ( الحوار بين الشرق والغرب ومدى الاختلاف الواضح بينا الغرب بكل تسلطه وعنجهيته والحضارة الإسلامية بكل رقيها وإنسانيتها )موضحاً نقطة في غاية الأهمية وهى غياب التكافؤ
فمنطلق الحوار فى الإسلام يقوم على عدم التفاضل بين البشر إلا بالتقوى فالكل أمام الله سواء لافضل لعربى على اعجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح هذا هو المبدأ الذي تعلمتاه من إسلامنا العظيم وهو ايضاً المبدأ الذي وصفه الدكتور محمد حسن كامل في حساباته الفكرية وهو النقطة الجوهرية التي وضع يده عليها وشرحها المحاور اليقظ السيد إبراهيم احمد نقلا عن صاحب الحوار الذي يوضح أن اليهود يفاخرون بتمايزهم العرقي , والعنصريون البيض في أوربا يشعرون بتميزهم بسبب اللون , والهندوس ينحازون طبقياً لطبقتهم في الهند .
ليضع كل من المحاور والمتحاور معه أوجه الخلاف والاختلاف بين ما يقره الدين الاسلامى من ان الاختلاف حقيقة إنسانية طبيعية ويتعامل معها على هذا النحو وله حكمة إلهيه فى ذلك ويجب التعايش معها .
فى حين يرى الغرب أن الاختلاف ميزة وتمايز يجب أن يحترمه الغير فيهم ويتعالى .
ويأتي العنصر الأخير والاهم والأنى من وجهة نظرى المتواضعة ألا وهو أن الحوار في الغرب حوار فاقد للأهلية --------
وذلك راجع لما اشتمل عليه فكر الدكتور محمد حسن كامل وصاغه لنا ببراعته المعتادة الكاتب السيد إبراهيم أحمد فمبدأ الحوار في فكر الدكتور محمد حسن كامل يقوم على التكافؤ بين المتحاورين في حين أن الغرب لا يعامل الإسلام ولا الحضارة الإسلامية ولا المسلمين بهذا المبدأ .
فكل تصرفات الغرب وكلامه شكلاً ومضموناً تقوم على الاستعلاء والاستقواء وسياسة الاحتلال وزرع الفتن في البلدان الإسلامية وسبب معظم الخلافات في العالم تعود إلى تلك السياسات العرجاء التي تكيل بمكيالين وتستند إلى الغرب المستعلي على الأخر الضعيف وهذا الشكل من أشكال الحوار لا يؤدى إلى نتيجة عادلة في أي قضية .
ويطالب المفكر الكبير د / محمد حسن كامل الدول الغربية بالكف عن سياستها المتناقضة فإذا أرادت أن يعم السلام فى العالم وأن يتكافأ الحوار بين الشرق والغرب عليها بأن تخفف تلك الهوة السحيقة بين البلدان الضعيفة والبلدان الفقيرة وعليها بمساعدة البلدان على التنمية لا توريطها فى الديون والفقر وفرض الاملاءات .

نظراً لكل ما سبق أقول أن المحاور السيد إبراهيم أحمد وضيفه المتحاور معه الدكتور والمفكر محمد حسن كامل قد منحانا فرصة ذهبية كي نقف مع أنفسنا قليلاً سواء كنا حكاماً أو محكومين من بني الجنس العربي وأبناء للحضارة الإسلامية , ونسأل أنفسنا عدة أسئلة
• لماذا لا ينجح الحوار بيننا وبين الغرب ؟
• لماذا نتهم دائماً بأننا غير قادرين على تطبيق الديمقراطية واحترام آلياتها ؟
• لماذا يضعنا الغرب دائماً في صورة الأخر غير القادر على تقبل الحوار ؟
أرى أن قيمة الحوار السابق في كشفه لنا كثير من الحقائق حول هذا الغرب المستعلي المتعالي دائماً المتشدق باحترامه للأخر وللديمقراطية ولقيمة الحوار في حين أن الرجل الديلوماسى المحنك والمفكر الأريب الذي سكن ديار الغرب وأطلع على ثقافاتهم لسنوات عديدة ويتحدث لغاتهم بإجادة تامة يقرر ويعترف أن الحوار في الإسلام راسخ رسوخ الجبال وأننا دين يتقبل الأخر مهما كانت اختلافاته أو ديانته ولا تمييز في الإسلام إلا بالتقوى والعمل الصالح وأن الغرب إذا أراد الحوار الجيد عليه أن يضع نفسه في نفس ذات المساحة والمسافة بينه وبين الأخر وأن يعلى من مبدأ التكافؤ لا انتهاز الفرص .
أفكار كلها جد خطيرة ومهمة وتستحق النقاش
فكر يربطنا بالواقع العالمى الصعب ليس هذا وفقط بل يضع أيدينا على نقاط الخلاف والاختلاف والحلول المستقاه من القران الكريم الكتاب الذي لم يفرط في شيء ولا ترك صغيرة ولا كبيرة إلا عالجها بحكمة وعظمة الخالق سبحانه وتعالى .
لذلك أدعوكم جميعاً من تطلعون على حروفي هذه لتطلعوا على هذا الحوار الثرى الذي صاغه القدير السيد إبراهيم أحمد في ساحة فكر ووجدان الكاتب والمفكر الموسوعي العالمى الدكتور محمد حسن كامل .
بقلم / عزة أبو العز



السبت، مايو 21، 2016

الثنائية الخبيثة فى المشهد السياسى ---- وثورتى مصر وليبيا نموذجاً === بقلم / عزة أبو العز



الثنائية الخبيثة فى المشهد السياسى
وثورتي مصر وليبيا ----- نموذجاً
بقلم / عزة أبو العز

واهمون أنتم يا من تسكنون ظلمة التطرف والخفاء اللعين , وتتدثرون بأثواب الزيف والأوهام ... أتظنون أنكم بأفعالكم الرديئة ستنالون من عزائم الرجال , وستطفئون أنوار الحق على ألسنة أبناء النور كارهي الجهل والحقد وخفافيش الظلام .
أياً من كنتم أو إلى من تنتمون كارهي أنفسكم والأوطان .. سيحكم التاريخ عليكم ولن يرحمكم , ربما استطاع أصحاب الأيادي السوداء { الصهاينة – والأمريكان – والفرس -وقوى الشر فى أى مكان } بدهاء اللئام أن يخططوا ويدبروا لكم لحرق   الأوطان .. ولكن هل رأيتم على مر التاريخ خائن علا فى قومه مهما بلغ شأنه ؟
هل يستطيع الخائن والارهابى والعميل أن يرفع رأسه وسط أبناء وطنه مهما كان ؟فلتعلموا أن مصر المباركة الطاهرة   التى شرفها الله سبحانه وتعالى بذكرها فى قرآن يتلى حتى قيام الساعة لقادرة على   نفض غبار أعوان الخسة والخيانة عن كاهلها .. فمصر عائدة لا محالة بمشيئة الرحمن , تسطر من جديد تاريخاً وتبنى حضارة , ربما تضعف بعض الوقت    وربما تنالوا من عزيمتها لبعض الوقت ولكنها أبداً لن تسقط ولن تموت .
فأنا أرى فى الأفق بشائر مجدها فى شرف الدفاع عنها من أسودها خير أجناد الأرض على الحدود , كما أرى فى الأفق بشائر عزها فى عطاء أبنائها من بسواعدهم يعمرونها ويزرعونها ويسابقون الزمن كى يكتبوا لها تاريخاً جديداً يضعها فى مكانتها الصحيحة كأم للحضارات , وكما يوجد من أبنائها المرابط على الحدود والباني والزارع كى يحقق عزها المنشود .
هناك أيضاً أبناء النور من بكلمتهم يرسمون لها الحاضر الأنى والمستقبل المأمول .. أبناء النور هم أعداء خفافيش الظلام لذلك حرصت على عرض ما جاء فى برنامج أمة واحدة للمفكر والكاتب السياسى أيمن فايد من أفكار قد ضمها فى كتابيه الرائعين { عندما يبكى الجبل فى دولة الأحزان – ومثلث أيمن الحاجر }
فقد وضعنا الكاتب أمام حقيقة الثنائية الخبيثة ( الفارقة ) فى المشهد     السياسى متخذاً من ثورتي مصر وليبيا نموذجاً, شارحاً لكثير من الثنائيات الخطيرة التى تحكمت فى المشهد السياسى الأنى من ثنائية الثورة بين { الثورة الحقيقية والثورة المزيفة – والبطل الحقيقي والبطل المزيف } مؤكداً على ان الحل الأسلم والوحيد لخروج الأمة من كبوتها الحالية يكمن فى خروج البطل الذى تلتف حوله الأمة الإسلامية  مؤكداً على أن الوقت الراهن هو أنسب الأوقات من حيث استعداد الأمة لتقبل هذا البطل بعكس العصور والفترات السياسية السابقة ,فهذا هو الوقت المناسب والأمة مهيأة للوقوف بجانب هذا البطل المعجزة , البطل الحقيقي القادر على تحقيق المعجزة .
ويقدم لنا الكاتب والمفكر السياسى ( أيمن فايد ) بحكم قربه وعلاقته بالرجل قبل وأثناء الأزمة   العقيد القذافى بشكل جديد موضحاً القذافى  بين الحقيقة والتشويه الاعلامى معتبراً العقيد القذافى كان واحداً من أهم القادة العرب الذين فطنوا لما يدبر للأمة من مكائد مبكراً ولو كان قد نجي بنفسه من المصير الذى دبره له أصحاب الأيادي السوداء لأصبح بطلاً من أبطال الأمة ولكن لأنه بطل حقيقى غير مزيف ضحى بنفسه وأولاده فى سبيل الدفاع عن ليبيا شارحاً فى برنامجه ( أمة واحدة ) أن ليبيا على مدار 40 عاماً كانت مخزناً لسلاح الاتحاد السوفيتي ,  ولأن هذا السلاح كان ذخيرة للأمة العربية كلها وبالأخص مصر وحرب أكتوبر خير شاهد على ذلك {لأن حرب أكتوبر كانت بمثابة ثورة حقيقية  تحقق فيها نوعى الثورة معرفية خلقية _ وثورة العدد والضخامة } فكان لابد لقوى الشر أن تقضى عليه وعليها لذلك انتهى مشروع البطل القومي بقتله على يد الأيدى الغادرة.
ينقلنا الكاتب نقلة أخرى عبر تلك الثنائية الخبيثة فى المشهد السياسى الحالى , وهى ثنائية أشكال الاستعمار قديماً وحديثاً فالاستعمار فى الماضي كان عدواً ظاهراً استطعنا التعامل معه بل والتغلب عليه فى كثير من الأزمات أما الأن بعد ثورات الربيع العربى الاستباقية( قبل أوانها ) اتخذ الاستعمار أشكالا وألوانا من الحروب النفسية بل وبلغ من القوة مداها حيث أصبح التطاحن والتنافر بين أفراد الأسرة الواحدة , فهذا ينتمي لجماعة وذاك ينتمي لجماعة أخرى وهكذا دواليك .{ ثرثرة – جدال – شد وجذب } والنتيجة مؤسفة تصب كلها فى صالح العدو وتنال من قوة وقدرة الأمة .
نماذج  الثنائية الحاكمة ( الخبيثة )
لو تمعنا فيما عرضه الكاتب والمفكر السياسى أيمن فايد سواء فى برنامج امة واحدة أو من خلال أفكار كتابيه  { دولة الأحزان ومثلث أيمن الحاجر } أو من خلال{  محاضراته ومقالاته السياسية} نجد أنه استطاع باقتدار أن يعرض لنا مدى المفارقة الغريبة فى  وقوع المواطن العربى تحت ريبة وتشتت الثنائية  الحاكمة ( الخبيثة ) فقد أشار إلى استخدام الليبيين  لعلم الله اكبر فى باب العزيزية وفى نفس الوقت نجد فى بنى غازى أعلام { فرنسا  – بريطانيا – الاتحاد الأوروبى } .
وهنا السؤال : أيعقل أن يحمل الغرب خيراً لليبيا وأي اختيار هذا الذى كان  ؟ ثم يستشهد بمقولة هتلر الشهيرة { أبشع أنواع البشر وأقذرهم  أولئك الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم } فكيف لأمريكا وأعوانها أن تساعد العرب فى نجاح ثوراتهم ؟وهذا السؤال لا يزال مطروحاً حتى اللحظة الراهنة .
ويقر الكاتب أن النظام الأمريكي لا يجيد إلا نظريات الدسائس والمؤامرات والتخطيط  والتدبير لعمل الثورات الاستباقية ( عقلية ألكاو بوى )من أجل إجهاض الثورات الحقيقية والقضاء على البطل الحقيقي الذى تلتف حوله الأمة .
مؤكداً على حقيقة دامغة أن كل خيوط الخيانة فى الداخل والخارج وسماهم بأسمائهم سيوصمون مدى الضهر بأنهم ذيول المحتل .
كما يرمى بحجر كبير فى وجوهنا مؤكداً على أن صندوق النقد الدولى ما هو إلا مقدمة من مقدمات الاحتلال ولكننا أمة تمتلك ذاكرة أقل من ذاكرة السمكة فى التعامل مع الأشياء فى 90 بالمائة من مشكلاتنا العربية وتخبط الأنظمة العربية تعود إلى التدخلات الاجنبية وتحكم الغرب فى مصائر ومقدرات الشعوب العربية .
ويضيف أنه لو تعاملنا بمنطق السنن الكونية لأدركنا أن أمة الاسلام بل أعتى الأمم حضارةً وتقدماً { إذا كانت المقدمات لديها ضعيفة فلابد أن النتائج خطيرة بل كارثية }  مستشهداً بأسباب سقوط فرنسا  على يد الألمان وهى أمة عظيمة ورائدة العلم والثقافة فى الغرب , ولكن ترهل القيادة السياسية آنذاك وضعف القوة العسكرية وعدم تكاتف الشعب وراء قيادته  وعدم الإنكار عليهم كان من أهم الأسباب  التى أدت إلى انهيار فرنسا أمام ألمانيا .
وهذا نموذج  ومقياس لحالة البلدان العربية إبان الثورات العربية ووقوعنا فى فخ الثنائية الخبيثة , وإذا أردنا الاستدلال على ما تفعله تلك الثنائية الخبيثة فى نفوس البشر فعلينا بالاستدلال بما جاء فى كتاب دولة الأحزان ص 8 بالمقولة التالية { اختمر عشقاً وأضاء وجهه حزن عصى الوصف عندما سألته عما آلت إليه الأمور فى الآونة الأخيرة , فرد قائلاً .. ما زالت لدى إرادة تمكنني من السعادة رغم أننى لم أخرج بعد من عوالم الحزن الطويل , فأنا فى حاجة لمن يحفظ لى عقيدتي وعرفي وطريقتي فى الحياة , وفى حاجة أيضاً لمن يحفظ توازني بين العالم ويجيد الإدارة لجملة الأمور الداخلية والخارجية , محب ومحتاج لطرفين متصادمين  , مجتهد فى البحث عن منطقة آمنة للمصالح المستحيلة , أو الخلاف المؤدب , وكلا الطرفين مجهد للآخر ولا لقاء بينهما إلى الأن إلا فى منطقة الخلاف المعلن , ففي الخلاف يتم زواجهما , زواجاً غير طيب , زواج ينجب الضعف والهوان , والأيدي السوداء تعقد قرانهما على مائدة الحقد الأسود , ( اللهم إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى ) } فلو طبقنا أفكار ونظريات أيمن فايد الأمين العام للجنة الشعبية لتوحيد الأمة على حالتنا اليوم , لوجدنا أننا نقع الأن فى هذه الثنائية الخطيرة فنحن نعيش بين مشهدين متناقضين { الحرق والبناء – التضحية والخيانة } مما يضع المواطن المصرى بل والعربى فى دروب التيه الفكرى ويصل به إلى حد الازدواجية فى التعامل  مع الأشياء , فأرض الكنانة تسعى جاهدة   للاعمار والبناءوالتشييد على عدة أصعدة من قبل قيادتها السياسية وفى الوقت نفسه نجد يد الغدر والإهمال متربصة بها , فحريق هنا وآخر هناك مما  يضع المواطن فى حيرة من أمره متسائلاً ... هل نحن فى عهد الأمن والأمان وفى طريقنا للاستقرار أم نحن ذاهبون إلى المجهول  ؟
الثنائية الثانية ...
 لا يمر يوم إلا ويسقط بطل من أبطال الوطن سواء من ضباط الجيش أو الشرطة فداءً لتراب الوطن فى حين أننا نرى كثير من أصوات وجماعات الفرقة يعملون على زعزعة     الثقة تجاه أى فعل ايجابي يحدث على  أرض الواقع , وهنا نجد الثنائية السلبية التى تنبه الكاتب لمدى خطورتها على أمن واستقرار الأوطان , والسؤال الذى يطرحه بقوة وينبه على ضرورة الإجابة عليه من قبل ولاة الأمر ... هو أن خطورة الثنائية الخبيثة أنك تكون مسئولاً عن هذا وذاك فى نفس الوقت  عن الشيء ونقيضه وهذا يؤدى إلى نفس النتيجة لصالح العدو الخارجي , بمعنى ضرورة الانتباه من خطورة إعادة طرح بعض الوجوه السياسية ذات المواقف المتعددة التى إعتادت الوقوف على كل الأبواب والأكل من على كل الموائد تلك الوجوه التى اعتادت أن تكون مع أى سلطة وفى الكفة الرابحة دائماً وهم يحملون صفة الحرباء فى تلونها وتشكلها حسب مصالحها الشخصية فى وقت الأوطان فيه أحوج ما تكون لقادة الفكر المستنير أصحاب القدرة على ابتكار  الأفكار وتقديم الحلول للخروج بالأوطان من النفق المظلم إلى رحابة الأمن والأمان .
إن ما دعاني لعرض ومناقشة هذه الأفكار هو استشعاري بمدى خطورة تحكم هذه الثنائية الخبيثة فى مصائر الشعوب ولا يخفى على الجميع وقوعنا كمجتمعات عربية فريسة سهلة ما بين المتناقضين وكأنه مرسوم لنا هذا المخطط ببراعة شديدة كى لا نخرج من ثنائية الحيرة والتيه وهذه هى سيكس بيكو 2 بعدأن  تغلبنا على سيكس بيكو 1 بعد موت صانعيها سيكس وبيكوولا سيما بعد ان تغلبت الشعوب على الحدود المصطنعة بحكم المعين الثقافى الواحد واللغة الواحدة والمصير الواحد فكان لزاما على الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة دورة حياة الإمبراطورية المتهالكة بأن تجعل حدود سيكس بيكو الجديدة ليست الجغرافيا بل نقل هذه الحدود فى نفوس الشعوب ( حسب ما عرضه الكاتب فى كتبه وحسب متابعتى لأفكاره وأرائه السياسية فى ندواته منذ فترة طويلة } فهو دائم الحديث على أن الشعوب العربية منقسمة على بعضها البعض والمثال  على ذلك ما قامت به السعودية والإمارات وقطر فى ثورة الناتو ( 17 فبراير )وكذلك ما تقوم به الأن السعودية وقطر والإمارات فى سوريا ثم دخلنا لحاجز أضخم من ذلك على _سبيل المثال مصر_ نجد  صراع من قاموا بثورة يناير والشعب وانتقلنا لصراع أكبر أن  من قاموا بالثورة أنفسهم فى حالة صراع مع بعضهم البعض ثم نقلتنا أمريكا والغرب إلى صراع أشرس يقع فيه المواطن فى صراع مع أخيه المواطن ثم تعمق الصراع أكثر فأصبح بين الإنسان الفرد _ فهو فى صراع مستمر ما بين حقيقيتين متصارعتين وهو مثل بندول الساعة تارة فى اليمين وتارة أخرى فى اليسار وهذا ناتج عن الثنائية المربكة وهذه أولى الاساسى فى سيكس بيكو 2 ( التنافر المعرفي ) وثاني الأساسي تقارب الزمان أى ضياع الوقت من بين أيدينا وثالث الأساسي الكذب والخيانة ( الخيانة العلمية ) وهذه الركائز الثلاثة هى مشروع سيكس بيكو اثنين لان الشعوب تغلبت على الحدود أما هذه النقاط فهى احتلال للإنسان ذاته وهذا يذكرنا بمقولة الشاعر نزار قباني دخلت الأعداء ليست من حدودنا ولكن من عيوبنا وهذه النقاط الثلاثة  من وجهة نظره تمحو التاريخ والحضارة لدينا , مستشهداً  بقول الحكيم اليوناني عندما غزت اليونان اثبرطا عندما قال ( لقد غزوناهم ليس وقت هزمناهم بل عندما أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم} وهذه النقاط الثلاثة سالفة الذكر هى بمثابة السوس الذى ينخر فى العود لذلك  وجدت فى طرح أفكار ورؤى أيمن فايد ضرورة ملحة فما أحوجنا للسياسي القادر على فحص وتشخيص الداء وما أحوجنا للكاتب والمفكر الذى يحاول جاهداً أن يضع أولى لبنات الحلول النابعة من أرضية وطنية بعيداً عن التدخلات الأجنبية وعن أفعال الحرق والدمار لجماعات الفرقة  وأهم ما جاء فى طرحه هو مناداته بضرورة وجود البطل المعجزة الذى يخرج بأمتنا من أنفاق الظلام الموحشة ويعيد لها أمجادها وعزها وأنا أضم صوتي لصوت الكاتب أن مصر أم الحضارات ودرة تاج الحضارة مهيأة الأن للقيام بهذا الدور على أكمل وجه .ولا سيما بان هذه السنة الكونية هى الوحيدة المتبقية بين يدينا بعد ان احتكرت قوى الشر السنن الخمسة الأخرى حسب توصيفه { العامل التاريخي – العامل الجغرافي – العامل الاقتصادي – العامل العسكري – العامل الاجتماعي } فمن أهم ما يميز طرح أيمن فايد حول مفهوم نظرية البطولة بشقيها بطولة الفرد وبطولة الأمة أنها نظرية علمية قبل كل شيء فهى ليست رغبة أو حماسة وفقط بل هى نظرية علمية نجده فيها يدثر الفجوة بين   المفكر والمناضل , فالبطولة ليست رغبة عند الشعوب ولكنها إرادة , وليست رغبة أو حماسة عند البطل وقد أوضحها جلية فى كتابه ( دولة الأحزان ) حينما تحدث عن نظرية وحدة البطل أو انتحاره فالسنن الكونية التى يحدثنا عنها الكاتب هى السنن المبنية على ثوابت وأصول وحكمة .


الجمعة، مايو 06، 2016

صراع الفكر والعشق ... فى مثلث أيمن الحاجر === بقلم عزة أبو العز




صراع الفكر والعشق ... فى مثلث أيمن الحاجر
بقلم / عزة أبو العز

من واقعية الفكرة وجدية الطرح وتنوع الرؤى يصحبنا الكاتب والمفكر السياسى أيمن فايد فى رحلة شديدة الخصوصية ربما لا تتوفر لكاتب غيره نظراً لخلفيته السياسية وتاريخه الجهادى فى بلاد الأفغان .. ولا أنكر مدى اندهاشى من كم الحقائق والمعلومات والأشخاص والأحداث التى يعرضها الكاتب فى كتابه الضخم ( مثلث أيمن الحاجر ).
ينطلق أيمن فايد من خلفية أرضية فكرية سياسية بامتياز ولا ينسى فى غمرة أحاديثه عن الحرب والجهاد والتنظير السياسى أن يضفر لنا كل أحداثه الساخنة جداً بنسمات ندية وعبارات حالمة لقصة حب هى الأخرى شديدة الخصوصية يرد الكثير من حواراتها على يد {عاصمة القلب }
الراوى الثانى فى سرديته الرائعة ,ولا أنكر على الكاتب قدرته الفائقة فى الحكى والوصف فى حالة ( الحب ) وقدرته الأكثر براعة وروعة السرد عن أصدقائه وطرح رؤاه ونظرياته الفكرية ذات الطابع الفلسفى الخاص جداًوالذى استمده من كف التجربة الحياتية العريضة بثراء شخوصها وأحداثها .
وليس من الإنصاف على الناقد فى حالتنا هذه أن يقوم بإعداد دراسة شاملة جامعة لكتاب أعتبره من وجهة نظرى { منهاج حياة لأوطاننا العربية سواء على مستوى الحكام أم على مستوى الشعوب } فمثلث أيمن الحاجر ما هو إلا مشروع فكرى اجتماعى سياسي كتب بمداد من روح الكاتب وتجربته الخاصة سواء فى الحب أو الحرب , لذلك وجدت أنه من الأمانة العلمية أن أقوم بتقسيم الكتاب إلى عدة مشاريع أو كتيبات صغيرة الحجم ولكنها عظيمة القيمة والمغزى ومما زاد من اقتناعي بهذه القسمة التى ارتضيتها فى التناول أن الكاتب والكتاب ما هما إلا نموذجاً حياً لفكرة الوحدة المنشودة بين كافة البلدان الإسلامية وقد رأيت أنه من الظلم تناول الكتاب جملة واحدة لأن ذلك سوف يكون على حساب الجهد الكبير المبذول فى ( مثلث أيمن الحاجر ) من ناحية ومن ناحية أخرى أردت التركيز على ما جاء بين ضفتي الكتاب من أفكار ورؤى مستقبلية ندر وجودها عند كثير من المفكرين المعاصرين .
ولقد لفت نظرى جمع كل هذا الكم من الأفكار والمعلومات والأشخاص فى كتاب واحد ربما لو توافرت كل تلك الأحداث والصراعات بكل شخوصها المهمة عند كاتب أخر لخرج علينا بعشرات الكتب .
والملاحظة الثانية لدى عن الكتاب هو عمل تلك الضفيرة من أحاديث الحب والحرب معاً فالانطباع الذى تركه الكاتب عند قارئ مثلث أيمن الحاجر أنه بين شخصين وصراعين فأيمن المحب يذوب رقة وحياءً فى حين أن أيمن المفكر المجاهد فارساً مغواراً استطاع أن يجبرنا على الانصات التام لنظرياته وأفكاره سواء أتفقنا معها أو اختلفنا حولها .
ولكى نبدأ معه رحلة الغوص فى بحار الفكر والعشق اللامتناهية .. اخترت أن نبدأ بالجزء الخاص بمثلث أيمن الحاجر ( ص 291) الذى استهلها برأيه الصريح حول الحكام العرب ومدى ضعفهم مدللاً على ذلك بقوله { بيت الحاكم أوهن من بيت العنكبوت } وهذه عبارة مجازية تفصح عن مكنون فكرته تجاه الحكام فهى جملة كاشفة , كما أن هذا الجزء من الكتاب تحديداً يدعم ويؤازر فكرته عن الثالوث الدنس والثالوث الدنس من وجهة نظره هو { الحقد اليهودى – الاستعمار الغربي – خيانة الحكام } والفصل الخاص بمثلث أيمن الحاجر يوفر للقارئ هذا الرابط الذكي بين الثالوث الدنس وثلاثيات أيمن المتحكمة أو الحاكمة .
فكل شيء عند أيمن البطل إما محباً لثلاثة أو كارهاً لثلاثة فهو عاشق { للأم – قاهرة المعز  - عاصمة القلب } وناقم على الأيدى السوداء { اليهود – الأمريكان – الفرس } والمرأة عنده لا تخرج عن ثلاثة { السوداء – الرمادية – البيضاء } وهكذا لو دققنا فى كل أطروحاته الفكرية من بداية الكتاب وحتى نهايته يضعنا أيمن البطل ويضع نفسه بين الخيارات الثلاثة , وفى الصفحة رقم 292 يظهر لنا وجه أخر من وجوه البطل العديدة وهو وجه أيمن القارىء المطلع على جديد العلم ونظريات علم النفس الحديثة كى يدعم مضمون فكرته حول ( النظام الادراكى للفعل ) الذى يعتمد على مقوماته واعتقاداته وأفكاره وغيرها من التجارب التى مربها فى حياته , وفى هذه الجزئية بالذات أجدنى أمام كاتب متسق مع نفسه لأن أيمن الراوى والمنظر هو نفسه أيمن الإنسان صاحب التجربة العريضة , ولا ينسى الراوى أن يفسر لنا نظرية الجشطلت , والجشطلت كلمة ألمانية معناها ( الشكل أو الشخصية ) موضحاً المبادىء الأربعة التى تحكم عملية الإدراك من { التشابه – القرب – الاستمرار – الوصل } ويستمر فى وصفه حتى يقر لإخوانه بعدة اثباتات أننا أعتدنا على تكملة الأشياء الناقصة غير المتصلة ببعضها البعض لينجح بذكاء وحرفية فى إقناع إخوانه وبالتالي قارئه أن الضلع الثالث ( الحكام الخونة ) ليس بضلع إنما هو مجرد خط غير مستقيم من كثرة ما حمل من فوق ظهره من أوزار وآثام وشرور نتيجة عمالتهم ضد مصالح شعوبهم , مما ينتج عنه الخداع البصري فى حكامنا .ويدلل الكاتب من فرضيته أن قادة الرأى وجماعات الفرقة هما من يمنحا الحاكم القوة الوهمية , ويقسم لنا قادة الرأى إلى :
1-  أصحاب الرأى العام  النابه أو القائد المسيطر- كما ورد فى علم الرأى العام - وهؤلاء يمثلون نسبة قليلة جداًفى المجتمع وعلى أكتافهم عبأ الإقناع والتوجيه للرأي العام وهم يؤثرون على الرأى العام ولا يتأثرون بوسائل الدعاية والإعلان لأن أفكارهم وأرائهم هى المؤثرة نظراً لما يبذلونه من جهد كبير فى البحث والدراسة لما يتناولونه من قضايا }
2-   ويعرض لنا صفات ومواصفات الرأى العام القارىء أو المثقف { وهم الكثرة الغالبة مما نشاهده على الساحة الاعلامية الأن وهم أصحاب رأى مؤثر فيما هم أقل منهم درجة ويتأثرون بوسائل الدعاية والإعلان بدرجات متفاوتة , ويرى أنه من الضرورة العمل على هدايتهم وإزالة الشك منهم كى تصب أرائهم فى صالح الأوطان وليس ضدها وان لم يستجيبوا للنصح والإرشاد وجب تعريتهم للعامة كى لا يزداد خطورة الدور الذى يقومون به فى الإضرار بمصالح الأوطان } .
3-  يلى ذلك الرأى العام المنقاد : { وهو رأى السواد الأعظم من الشعب من غير القادرين على مواصلة البحث والاطلاع }
وفى رأيي أن الكاتب قدم لنا حل لمشكلة أرقتنا على مدى الخمس سنوات الماضية منذ  بداية اندلاع ثورة 25 يناير , فقد وضع يده على بيت الداء وهو مشكلة المثقف فى توجيه الرأى العام ,فلقد عانينا خلال الفترة الماضية من ندرة وجود القائد المستنير أو المثقف القارىء النهم الباحث فى بواطن الأمور الذى يوجه الإعلام والرأي العام بما يقوله من أفكار ورؤى , بل غرقنا مع أصحاب الرأى النوع الثانى { الرأى العام المثقف أو القارىء } ممن يتأثرون بوسائل الإعلام والدعاية وربما هذا ما جعل كثير منهم يرددون ما تتداوله وسائل الإعلام الغربية من أراء حول الأزمات المستفحلة داخل البلدان العربية بعد الربيع العربى المزعوم , بل رأينا بعض وسائل الإعلام يرددون المسميات كما تذكرها وسائل الإعلام الغربية مثل { ولاية سيناء – ودولة اسرائيل – وغيرها } كى يثبتون بعض المفاهيم الخطيرة لإقرار واقع مرفوض لدى عامة الشعوب بدون وعى أو إدراك من قبل بعض وسائل الإعلام العربية , مما لنا يثبت صحة ما ورد على لسان الكاتب فى صفحتي 298 و299 فى فصل مثلث أيمن الحاجر من الكتاب وهو كثرة اللغط والإشاعات والعشوائية فى القضايا التى تحدث فيها العامة خلال السنوات الماضية , مما لايدع مجالاً أننا بحاجة إلى القائد المستنير والمفكر الذى يؤثر بأفكاره وأرائه فى كل من الإعلام وعامة الناس فنحن فى أزمة حقيقية يجب علينا جميعاً أن ننتبه لها ... كما يجب على الدولة ووسائل إعلامها الرسمي أن ترعى وتظهر لنا أفكار هؤلاء أصحاب الفكر النابه المستنير لأنهم هم وسائل النجاة والضمانة الحقيقية للتعامل مع خطط ومؤامرات الغرب الذى درس قدرات مفكرينا وكتابنا وإعلامنا العربى بشكل جيد ورسخ كل جهوده كى يقوم هو بدور القائد المستنير كى يضمن سيطرته الكاملة مع كل من وسائل الإعلام والشارع العربى على حد سواء .
يواصل الكاتب شرحه المستفيض لأشكال قادة الرأى فى البلدان العربية ويذكر أن قادة الرأى فى كل من مصر وسوريا والأردن هم من المثقفين , وهم أيضاً من يسندون الأنظمة حال انهيارها
وفى دول الخليج هم القبائل والعشائر ,وفى الغرب – الهالة القدسية .
وفى الصفحة رقم 300 من الكتاب ينتقل بنا الكاتب إلى قضية أخرى أكثر خطورة وقد عانينا منها ولازلنا للآن فى الحراك السياسى الذى شهدته مصر والمنطقة العربية الفترة الماضية وهو الحديث عن الجماعات , ليفجر لنا نقطة فى غاية الأهمية مفادها أن هذه الجماعات تمثل حائلاً بين غضبة الشعوب والحكام , لأنها فى الغالب الأعم هى بمثابة شماعة الفشل التى تعلق عليها الحكومات أخطائها والجماعات ما هى إلا المنطقة البينية بين الشعوب وحكامها ويستفيد منها الحكام كما يستفيدون من قادة الرأى وهما معاً حجرا عثرة أمام غضبة الشعوب .
وجماعات الفرقة لديه تشمل { الجماعات الاسلامية  وغير الاسلامية – الأحزاب – الجمعيات – المنظمات ---الخ } والعلاقة بين الجماعات وقادة الرأى هى علاقة مزج وهذا الطرح يفسر لنا كيف أنضم بعض قادة الرأى على اختلاف توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية إلى جماعة الأخوان وأيضاً يفسر لنا لماذا دخلت الجماعات الاسلامية الأحزاب المدنية وتحالفوا معهم .لوجود هذه العلاقة العضوية الأكيدة بين قادة الرأى وجماعات الفرقة التى أسماها ( بأرازل الشعوب ) .
وينهى الكاتب هذا الفصل من الكتاب الذى{ صدرت طبعته الأولى عام 2003 وكان قد كتب قبل هذا التاريخ ب 12 عام كاملة}  فبعد أن قذف فى وجوه اخوانه وعاصمة القلب بقذائفه الفكرية وبالتالى قذف فى وجوهنا نحن أيضاً قراء الكتاب بمجموعة من النظريات التى لو طبقناها على واقعنا المصرى والعربى خلال أعوام الربيع العربى المزعوم الفترة الماضية لتأكدنا من صحة فرضياته ووثقنا فى نتائجها , فبعد حدوث ثورة 25 يناير كلنا رأينا كيف كان حال الجماعات على أرض الواقع سواء { اخوان أو سلفيين أو جهاديين أو 6 أبريل أو الأناركيه ---- الخ }الكل فى شد وجذب , الكل طامع فى السلطة ومشتهيها , الكل ينظر ويثرثر مثل تلك الرحا التى تحدث الكثير من الضجيج ولكن بلا طحن , حتى عندما أل الحكم إلى جماعة الإخوان رأينا حجم التخبط والعشوائية ثم  السقوط المدوىالأخير  لهم , إذا بإعمال العقل نجد أن طرح أيمن فايد حول فكرة الجماعات بأنها معول هدم يفتت وحدة الأمم طرح مقبول وبالتالى نجد أنفسنا فى هذا العمل ( مثلث أيمن الحاجر ) أمام مشروع فكرىسياسى  اجتماعى متكامل التكوين وليس مجرد كتاب يحمل تجربة شاب تغرب عن وطنه الأم مصر بالجسد كى يجاهد على أرض دولة الأحزان فى بلاد الأفغان فى عام 1987م  حاملاً قاهرة المعز فى حنايا القلب والفؤاد ليس قاهرة المعز فقط بل فاض الحب بداخله حتى أصبح حلم جميل بوطن كبير يتوسطه الكعبة الشريفة والقدس والأزهر يحاطون بأيدى أبناء الأمة من الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب .
لقد علمنا الأدب أن المبدع ابن بيئته وفى مثلث أيمن الحاجر نستطيع القول أن البيئة فى إبداع أيمن فايد كان لها الدور الرئيس فى وصفه لكثير من الأماكن والأشخاص بل خدمته البيئة أيضاً بما يحمله من ذكريات بداخله تجاه أماكنها وناسها ... لقد توقفت أمام اسم الكتاب وعلمت من الكاتب نفسه أن من أطلق عليه هذا الاسم هو ( أسامه بن لادن ) بالاضافة أن بداخله ذكرى طيبة لموضع عزيز فى محافظته الأم ( البحيرة ) يسمى مثلث أيمن الحاجر على اسم أحد مهندسين الري بالمحافظة وهو أحد مسئولي استصلاح الأراضي فى عهد الزعيم عبد الناصر فى مشروع غزو الصحراء فى مديرية التحرير بالبحيرة .
فتتوافق الذكرى مع مقولة الشيخ الذى يكن له كل تقدير وحب مع نظريته وفرضيته فأصبح لدينا ( مثلث أيمن الحاجر )ومن يطلع على الكتاب سيعرف أن البيئة والمسمى قد خدما مشروع الكاتب الفكري , فكلمة الحجر تأتى للمنع والكتاب كله من أوله لأخره يضعنا أمام صراع من نوع خاص صراع المفكر النابه الذى يضع أمامنا كثير من المشكلات ويعمل عقله ويوظف كل قدراته فى إيجاد الحلول , وبين العاشق المحب لعاصمة القلب حبيبته التى من خلالها يتم السرد فى معظم فصول الكتاب لأنه رأى فيها وسيلة مضمونة لإرسال كل رسائله وأفكاره للعالم نظراً لأن حياة المجاهد موقوتة وقد تنتهي فى أية لحظة فيخشى المحب على أفكاره وأطروحاته أن يكتب عليها الدفن دون أن تظهر للنور إذا فارق الحياة فكانت هنا عاصمة القلب هى لسان حاله ومخزن أسراره وسر صراعه الدائر بين عقله وقلبه فى دولة الأحزان وأراها هنا استخدمت بشكل جيد داخل إطار العمل , كما أن الكاتب لعب على الثنائية فى العمل فأصبح لدينا بدل الراوى اثنين , ومن الصراع نوعين , صراع عاصمة القلب الدائم أن تبقيه بجانبها , وصراعه مع قلبه بين حبه لها وعشقه لفكرة الجهاد , كما استطاع من خلال سرديته الفكرية الأدبية أن يشعرنا أننا أمام شخصين لا شخص واحد , أيمن المحب العاشق الذى امتزجت لغته الشعرية بأحاسيسه الجياشة فرسم لنا بالكلمات لوحة رائعة المعاني والألوان , وذابت لغته السردية بين أحضان الجبال فأسمعنا شدو شجي يشبه سوناتا النغم الحزين جامعاً محبوبته وقاهرة المعز وأمه فى وصف واحد كما لو كانوا حوريات الجنة الحسناوات اللاتى ينتظرنه فى نهاية طريق الجهاد بل أصبحن هن الفكرة والهدف والمغزى , هن الوطن المنشود والحلم الدائم فى انتصار الفارس المغوار كى يسترد بحبه لهن أمجاد الأجداد .
وينقلنا الكاتب من حالة العشق اللامنتهى بينه وبين عاصمة القلب إلى حالة العمل الدءوب والدرس والمحاضرات والمشاحنات فى المعسكر بين صرامة الحياة الصعبة ورائحة الموت والبارود فى كل مكان , والطاعة لأوامر القائد وتنفيذ الأمر مهما كان , هنا تتحول لغة السرد إلى معادلات وأرقام وأفكار وأطروحات يسعى لإقناع الأخوة بها فى محاضراته وأحاديثه داخل معسكر التدريب .
قبل أن أنهى دراستى هذه عن مثلث أيمن الحاجر أود أن أقول أن أهمية هذا العمل الفكري تنبع من جودة أفكاره فقد استطاع أن يشرح ويصف الحالة التى نحن عليها اليوم منذ عشرات السنين ليس هذا وفقط بل استطاع أن يضع بين أيدي القارىء العربى مشروع فكرى مكتمل الأركان كانت بدايته فى رائعته الأولى { عندما يبكى الجبل فى دولة الأحزان } الذى يضع بين أيدينا الحل فى الوعي والمعرفة , تلى ذلك { مثلث أيمن الحاجر } الذى يمثل الاتجاه والشعور ونحن فى انتظار  صدور الجزء الثالث من هذا المشروع الفكري عن { ثورة الوحدة ووحدة الثورة } الذى يتحدث فيه عن العمل والسلوك والتطبيق .
لنكتشف أننا أمام إبداع حقيقي وقدرة كاتب مفكر سبقت رؤيته كثير من الساسة وأصحاب القرار لأن ما بيننا الأن من أفكار ورؤى ونظريات فى مثلث أيمن الحاجر قد كتبت منذ سنوات كثيرة سبق بها الأحداث والأحوال التى أرهقت بلداننا العربية الأن .